صفحة:كتاب شعراء النصرانية 2 (1890) - لويس شيخو.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

٤٤٠

شعراء نجد والحجاز والعراق (تميم)

داره بثلثمائة أوقية من ذهب وانفق عليها مائتي أوقية ذهباً واعطاه مائتين من الابل برعائها وفرساً وقينة. فمكث في منزل اوس حتى هلك . ثم تحول الى داره التي في شرقي الحيرة فهلك بها وقد كان ايوب قبل مهلكه اتصل بالملوك الذين كانوا بالحيرة وعرفوا حقه وحق ابنه زيد بن ايوب . فلم يكن منهم ملك يملك الا ولولد ايوب منه جوائز وحملات ثم أن زيد بن ايوب تزوج بامرأة من آل قلام فولدت له حمارًا فخرج زيد بن أيوب يوماً من الايام يريد الصيد في ناس من اهل الحيرة وهم منتدون بجفير وهو مكان يذكره عدي بن زيد في شعره . فانفرد في الصيد وتباعد من اصحابه . فلقيه رجل من بني امرئ القيس الذين كان لهم الثار قبل ابيه . فقال له وقد عرف فيه شبه أيوب : ممن الرجل قال : من بني تميم قال : من أيهم . قال : مري. قال له الاعرابي : وأين منزلك. قال : الحيرة قال : امن بني أيوب انت . قال : نعم ومن اين تعرف بني ايوب فقال له : بهم فاستوحش زيد من الاعرابي وذكر الثأر الذي هرب ابوه منه ولم يعلمه انه قد عرفه . فقال له زيد بن ايوب فمن اي العرب انت . قال : انا امرو: من طيء فأمنه زيد وسكت عنه . ثم ان الاعرابي اغتفل زيد بن ايوب فرماه بسهم فوضعه بين كتفيه ففلق قلبه . فلم يرم حافر دابته حتى مات. فلبث اصحاب زيد حتى اذا كان الليل طلبوه وقد افتقدوه وظنوا انه قد امعن في الصيد فباتوا يطلبونه حتى ينسوا منه ثم غدوا في طلبه فاقتفوا اثره حتى وقفوا عليه وراوا معهُ اثر راكب يسايره . فاتبعوا الأثر حتى وجدوه قتيلا فعرفوا ان صاحب الراحلة قتله فاتبعوه واغذوا السير فادركوه مساء الليلة الثانية فصاحوا به وكان ن أرمى الناس فامتنع منهم بالنبل حتى حال الليل بينهم وبينه وقد اصاب رجلًا منهم في ع كتفيه بسهم فلما اجنَّهُ الليل مات وافلت الرامي فرجعوا وقد قتل زيد بن ايوب ورجالا آخر معه من بني الحارث بن كعب فمكث حمار في أخواله حتى ايفع ولحق بالوُصفاء فخرج يوماً من الايام يلعب مع غلمان بني لحيان فلطم اللحياني عين حمار فشجه حمار فخرج ابو اللحياني فضرب حمارًا فأتى حمار أمهُ يبكي فقالت له : ما شأنك فقال : ضربني فلان لان ابنه لطمني فشججته فجزعت من ذلك وحولتهَ الى دار زيد بن ايوب وعلمته الكتابة في دار ابيه فكان حمار اول من كتب من بني ايوب. فخرج من أكتب النَاس وطلب