صفحة:كتاب شعراء النصرانية 2 (1890) - لويس شيخو.pdf/11

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
عَديّ بن زيد
٤٣٩

عَديّ بن زيد ( ٥٨٧ م )

هو عدي بن زيد بن حمّار(۱) بن زيد بن ايوب (۲) بن مجروف (۳) بن عامرابن عصية بن امرئٍ القيس بن زيد مناة بن تميم بن مضر بن تزار شاعر فصيح من شعراء الجاهلية وكان نصرانيّا وكذلك كان ابوهُ وامهُ واهلهُ وليس هو ممن يعد في الفحول وكان قروياََّ. وقد أَخذوا عليه في اشياءَ عُيّب فيها. وكان الاصمعي وأبو عبيدة يقولان: عديّ بن زيد في الشعراء بمنزلة سهيل في النجوم يعارضها ولا يجري معهامجراها. وكذلك عندهم أُميَّة بن أَبي الصلت. ومثله كان عندهم من الاسلامييّن الكميتُ والطرٍمَّاح. قال ابن الاعرابي فيا أخبرني بهٍ عليّ بن سليمان الاخفش قال : سبب نزول آل عديّ بن زيد الحيرة أنَّ جدَّهُ ايوب بن مجروف كان منزلهُ اليمامة في بني امرئ القيس بن زيد مناة. فأصاب دماً في قومه فهرب فلحق بأوس بن قلام أحد بني الحارث بن كعب بالحيرة. وكان بين أيوب بن مجروف وبين أوس بن قلام هذا نسب من قبل النساء . فلما قدم عليه ايوب بن مجروف أكرمه وانزله في داره . فمكث معه ما شاء الله ان يمكث . ثم ان أوساً قال له : يا ابن خالي اتريد المقام عندي وفي داري. فقال له ايوب : نعم فقد علمت اني ان اتيت قومي وقد اصبتُ فيهم دماً لم اسلم وما لي دار الا دارك آخر الدهر. قال اوس : اني قد كبرت وانا خائف ان اموت فلا يعرف وُلدي لك من الحق مثل ما أعرف وأخشى ان يقع بينك وبينهم امرٌ يقطعون فيه الرحم. فانظر أحبَّ مكان في الحيرة اليك فاعلمني به لا قطعكه أو ابتاعه لك. ( قال ) وكان لايوب صديق في الجانب الشرقي من الحيرة وكان منزل أوس في الجانب الغربي . فقال لهُ: قد احببت ان يكون المنزل الذي تسكننيه عند منزل عصام بن عبدة أحد بني الحارث بن كعب . فابتاع لهُ موضع


(۱) ويُروى : خُمَار وحماد وحماز

(۲) كان أيوب هذا فيا زعم ابن الاعرابي أوَّل من سمّي من العرب أبوب

(۳) ويروى : محروف