صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/24

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢
شعراء اليمن (كندة)

يحالف قوماً على قومه. واما قولها ذهبت أمي تشقّ النفسَ نفسَين فإنَّ امها ذهبت تقبل امرأَةً نفساء . واما قولها ان اخي يراعي الشمس فان اخاها في سرح له يرعاه فهو ينتظر وجوب الشمس ليروح به. واما قولها ان سماءكم انشقت فان البُرْد الذي بعثت به انشق. واما قولها ان وعائكم نضبا فان النَحِيَين اللذين بعثت بهما نقصا. فاصدقني . فقال : يا مولاي اني نزلك بماء من مياه العرب فسأَلوني عن نفسي واخبرتهم اني ابن عمك ونشرت الحلة فالشقت وفتحت النحيين فاطعمت منهما اهل الماء ، فقال : اولى لك . ثم ساق مائة من الابل وخرج نحوها ومعهُ الغلام فنزلا منزلا فخرج الغلام يسقي الابل فعجز فاعانه امرؤ القيس ورمى به الغلام في البئر وخرج حتى جاء المرأَة بالابل واخبرهم انه زوجها فقيل لها : قد جاء زوجك فقالت: والله ما ادري ازوجي هو ام لا ولكن انحروا لهُ جزوراً واطعموه من كرشها وذنبها ، ففعلوا . فقالت : اسقوهُ لبناً حازراً وهو الحامض فسقوهُ فشرب. فقالت : افرشوا لهُ عند الفرث والدم ففرشوا له فنام ، فلما اصبحت ارسلت اليه اني اريد ان اسألك ، فسألته عن اشياء لم يحسن جوابها . قالت : عليكم بالعبد فشدّوا ايديكم به، ففعلوا . قال : ومر قوم فاستخرجوا امرأ القيس من البئر فرجع الى حيه فاستاق مالقة من الابل واقبل على امرأته ، فقيل لها : قد جاء زوجك فقالت : والله ما ادري أهو زوجي ام لا ولكن انحروا له جزوراً فاطعمه من كرشها وذنبها ففعلوا فلما اتوه بذلك قال : واين الكبد والسنام واللحاء . فأبى ان يأكل فقالت : اسقوه لبنا حازرا ، فأبى أن يشربه وقال : فأين الصريف والوثيئة ، فقالت : افرشوه عند الفرث والدم . فأبى ان ينام وقال : افرشوا لي فوق التلعة الحمراء واضربوا لي عليها خباء، ثم ارسلت اليه هلمَّ شريطتي عليك في المسائل الثلاث ، فقال لها : سلي عما شئت ، فقالت : مم تختلج كشحاك قال : للبسي الحبرات ، قالت : فممَّ تختلج فخذاك . قال : لركضي المطيّات ، قالت : هذا زوجي لعمري فعليكم به واقتلوا العيد ، فقتلوه وتزوج بالجارية

ثم لم يزل امرؤ القيس مع صعاليك العرب حتى اتاه خبر مقتل ابيهِ وهو بدمُّون من ارض اليمين وقيل من الشام. واخبر ابن السكيت ان حجرا اباه لما طعنه بعض بني اسد ولم يجهز عليه اوصى ودفع كتابهُ الى رجل من بني عجل يقال له عامر الأعور وقال له : انطلق الى ابني نافع فان يكى وجزع فالهُ عنه واستقرِ اولادي واحدا واحدا حتى تأتي امرأ القيس وكان اصغرهم فان لم يجزع فادفع اليه سلاحي وخيلي ووصيتي. وقد كان بيَّن في وصيته من قتله وكيف كان خبره . فانطلق الرجل بوصيته الى نافع ابنهِ فأخذ التراب فوضعه على رأسه.