شعراء نجد والحجاز ( تغلب ) تجتث اصولهم وينفى فلهم الى اليابس الجدد والنازح التمد، ثم رجع عمرو بن كلثوم عنه وجمع قومه وقال ( من الوافر ) : الا فاعلم أبيت اللعن أنا على عمد سناتي ما نريد تعلم أن تحلنا ثقيـل وأن زياد كبتنا(۱) شدید وانا ليس حي من معد يوازينا (٢) إذا لبس الحديد فلما عاد الحرث الأعرج غزا بني تغلب فاقتتلوا واشتد القتال بينهم. ثم انهزم الحرث وبنو غسان وقتل اخو الحرث في عدد كثير فقال عمرو بن كلثوم ( من الكامل ) : ملا عطفت على أخيك إذا دعا بالشكل ويل أبيك يا ابن أبي شير قذف الذي جشمت نفسك وأعترف فيها أخاك وعامر بن أبي حجر قال ابن الأعرابي : بلغ عمرو بن كلثوم ان النعمان بن المنذر يتوعده فدعا كاتبا من العرب فكتب اليه ( من الطويل ) : الا ابلغ النعمان عني رسالة فمدحك حولي وذمك فارح متى تلمني في تثلت أبنة وائل وأشياعها ترقى اليك المسالخ وعمر عمرو بن كلثوم طويلا وقد زعموا أنه انت عليه خمسون ومائة سنة . فلما حضرته الوفاة جمع بنيه فقال : يا بني قد بلغت من العمر ما لم يبلغة احد من آبائي ولا بد ان ينزل بي ما نزل بهم من الموت، واني والله ما عيرت احدا بشيء الا غيرت بمثله ان كان حقا فحقا وان كان باطلا فباطلا ، ومن سب سب سب فكفوا عن الشتم فانه اسلم لكم واحسنوا جواركم يحسن ثناؤكم وامنعوا من ضيم الغريب . قرب رجل خير من الف ورد خير من خلف، واذا حدثتم فعوا واذا حديثتم فاوجزوا فان مع الاكثار تكون الاهذار واشجع القوم العطوف بعد الكر كما ان أكرم المنايا القتل. ولا خير فيمن لا رواية له عند الغضب ولا من اذا عوتب لم يعتب. ومن الناس من لا يرجى خيره ولا يخاف شره فکوه غير من دره وعقوقه خير من بره . ولا تتزوجوا في حيكم فانه يؤدي الى قبيح البغض (۱) ویروی : دیار كنتنا وهو غلط (۲) يقاومنا
