صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/200

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٨٤
شعراء اليمن (تغلب)

الأخنس بن شهاب ( ٥٥٦ م )

   هو الاخنس بن شهاب بن شريق بن ثمامة بن ارقم بن عديّ بن معاوية بن تغلب كان نصرانيّا ورئيسا من رؤساء قومه حضر وقائع حرب البسوس وكان شاعرها له في ذكر ايامها شعر قليل . وهو يعد من شعراء الطبقة الثالثة . وله قصيدة مشتهرة يذكر فيها فضل قومه . واودعها جملة فوائد في سكنى قبائل نجد ومنازلها وقد ذكر منها صاحب الحماسة قسما الّا انها طويلة فجمعنا منها ما حصلت عليه يدنا ( من الطويل ) :

فمن يك امسى في بلاد مقامة
يسائل اطلالا بها لا تجاوب (١)
فلابنة حطّان بن قيس منازل
كما نمّق العنوان في الرّق كاتب (۲)
تمشّي بها حول النّعام كانها
اماء تزجّى بالعشيّ خواطب (۳)
وقفت بها ابكي واشعر سخنة
كما اعتاد محموما بخيبر صالب(٤)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


   (۱) ويروى : فمن يك امسى في بلاد مقامه . مقامه اسم امسى وخبره في بلاد اي بلاد مستصلحة للاقامة . ( ويسائل ) في الروايتين في موضع الحال . وكما يقال : هو بلد مقامة يقال في ضده : هو بلد قلية والبلد القطعة من الارض الواسعة الخط منها او لم يختط

   (۲) فلابنة حطان جواب الجزاء . يقول من كان الوقوف على ديار الاحبّة من همّه فامسى مقامه في بلاد مسائلًا اطلالًا فيها لا تجاوبه فلي في الوقوف على ديار ابنة حطان ما يزيد على كل مذهب ويعفي على كل مادة . و(كما نمّق العنوان ) من صفة المنازل ويروى : العنيان والعلوان . فامّا العلوان فهو فعوال من علن الأمر اي ظهر، وعنوان فعوال ايضا من عنّ له كذا اي عرض ، واما غنيان ففعلان من عناه كذا يعنيه . وكانه يريد كعنوان نمقه كاتب

   (۳) الحول جمع حائل وهي التي لم تحمل. وازجيت المطيّة وزجّيتها سقتها اي صارت هذه المنازل خالية من الاهل ليس فيها من يرّوع النعام فهي تمشي على تؤدة كمشي الاماء الخواطب المعييات . وتزجى تساق وليس لهنّ سائق غيرهنّ كانهنّ يسقن انفسهنّ وهو عبارة عن شدة تعبهنّ كما تقول جاء فلان بیر نفسه إذا جاء تعبا

   (٤) پروى : سخنة وسخنة بكسر السين وضمها فالكسر نحو الجلسة تعني الحالة ، ومعنى أشعر اي يجعل شعاري والشعار ما يلي الجسد من الثياب وتوسّع فيه فقيل:أشعر قلبي همّا والصالب الحمى التي معها صداع ، وخيبر محمّة وحماها موصوفة بالشدة . يقول وقفت بهذه المنازل فحممت وارعدت لا اصابني من الغم والتذكر فيها ، ويروى : ظللت بها أخرى