صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/168

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٤١
شعراء اليمن (ربيعة)
لايبرحوا الدهر الطويل اذلّة
هذل الاعنّة عند كل رهـان

فلمّا سمع كليب قولها ورأى ما بها من أثر اللطمة اخذته الحمّية وسار الى ابيات لبيـد فهجم عليه وعلا رأسه بالسيف فقتله وانشد ( من الخفيف ) :

إن يكن قتلنا الملوك خطاء
او صوابا فقد قتلنا لبيدا
وجعلنا مع الملوك ملوكا
بجياد جرد تقلّ الحديدا
نسعر الحرب بالذي يخلف النّا
س به قومكم ونذكّي الوقودا
أو تردّوا لنا الاتاوة والفيء
م ولا نجعل الحروب وعيدا
إن تلمني عجائز من نزار
فاراني فيما فعلت مجيـدا

فلمّا علمت ربيعة ان كليبا قتل لبيدا ايقنت بانتشاب الحروب وخرج اخ للبيد حتى اتى ابن عنق الحية واخبره بقتل اخيه فبلغا الأمر الى سليمة بن الحارث ملك كندة فبلغـة ملك حمير فجهّز لها جيشا كبيرا وساروا الى تهامة

ولمّا بلغت كليبا اخبار اهل اليمن نادى في قومه بالغارة وعقد الالوية فاجابتـه القبائل من ربيعة ومضر و إياد وساروا يتقدمهم كليب ورهطه الاراقم ، فحجرت بينهم عدّة مواقع اشهرها موقعة خزاز او خزازى وهو جبل قريب من أمرة على يسار الطريق بين البصرة ومكة خلفة صحراء منبج نزلته قبائل اليمن عليهم عشرة من اقيال حمير ، وبلغ ذلك كليبا فالقي النفير في قبائل ربيعة ومضر واياد وطيّ وقضاعة وحضّهم على الثبات، ثم قدّم على كل قبيلة قائدا فقدم الاحوص بن جعفر على مضر. وعلى بني ذهل وبني شيبان مرّة بن ذهل أبا جساس . وعلى بني ربيعة ذهل بن حارثة . وعلى بني قيس طرفة بن العبد ، ثم سار كليب الى العدوّ واصحابه يتتابعون قبيلة بعد قبيلة حتى انتهوا الى ماء الذنائب . وكان قد سبقهم الى هناك طلائع وملوك من اهل اليمن فقتلوهم عن آخرهم . وكان كليب قدّم على مقدمته السفاح التغلبي واسمة سلمة بن خالد وامره ان يعلو خزازا فيوقد بها النار ليهتدي للجيش بالنار وقال له : ان غشيك العدوّ فاوقد نارين . وبلغ سلمة اجتماع ربيعة ومسيرها فاوقد لهم النـار فحملت عليه اليمن . فاوقد أخرى فاتته ربيعة واقتتلوا اقتالا شديدا فانهزمت جموع اليمن ولذلك يقول السفاح

وليلة بت أوقد في خزازى
هديت كتائبا متحيرات