صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/159

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٤٣
البرّاق

ثمّ قدّم من الفرسان قوما يستطردون للعدوّ فقعلوا فلحقتهم جموع طيّ وقضاعة حتى ابعدوا من ديارهم وتوسطوا ديار ربيعة فالتقتهم فرسان البراق وانطبقت عليهم من كل جانب فبرّحوا بهم القتل وانهزم الباقون . ثم عاد بنو طي الى القتال وتجرد نصير بن لهيم بن عمرو الطائي وكان من اشد الناس بأسا لمبارزة البرّاق فلم ينل منه ما امّل فقال البراق ( من الوافر ) :

دعاني سيد الحيّين منّا
بني أسد السميدع للمغار
يقود إلى الوغى ذهلا وعجلا
بني شيبان فرسان الوقار
وآل حنيفة وبني ضبيع
وارقمها وحيّ بني ضرار
وشوسا من بني جشم تراها
غداة الرّوع كالاسد الضّواري
وقوم بني ربيعة آل قومي
تهيّأوا للتحيّة والمزار
الى اخوالهم طيّ فاهدوا
لهم طلعنا من العنوان واري
صبحناهم على جرد عتاق
باسياف مهندة قواري
ولولا صائحات اسعفتهم
جهارا بالصراخ المستجار
لما رجعوا ولا عطفوا علينا
وخافوا ضرب باترة الشفار
فيا لك من صراخ وافتضاح
ونقع ثائر وسط الديار
على قبّ مسومّة عتاق
مقلّدة أعنتها كبار
فتعطف بالقنا في كل صبح
وتحمل في العجاجة والغبار
وقد زرنا الضّحاة بني لهيم
فاحدرناهم في كلّ عار
فيممت السنان لصدر عمرو
قطاح مجندلا في الصفّ عادي
وقد جادت يداي على خميس
بضربة باتر الحدّين فاري
وافلت فارس الجراح مني
لضربة منصل فوق السّوار
فقل لابن الذعير النذل هلا
تصبّر في الوغى مثل اصطباري