صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/158

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٤٢
شعراء اليمن (ربيعة)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في قومه فارسلوا اليه يعدونه بما شاء من الكرامة والسيادة فيهم ان آزرهم على قتال ربيعة . فاخذت البراق الغيرة لذلك وزال ما كان في قلبه من الحقد والضغينة على قومه واجاب بني طيئ ( من الوافر ) :

لعمري لست أترك آل قومي
وأرحل عن فنائي أو اسير
بهم ذلّي إذا ما كنت فيهم
على رغم العدى شرف خطير
ا أنزل بينهم ان كان يسر
وارحل ان المّ بهم عسير
واترك معشري وهم أناس
لهم طول على الدنيا يدور
الم تسمع اسنتهم لها في
تراقيكم وأضلعكم صرير
فكفّ الكفّ عن قومي وذرهم
فسوف يرى فعالهم الضّرير

ثمّ امر البرّاق قومة بالركوب فركبوا وامتطى هو مهرته شبوب وكسر قناته واعطى كل واحد من اخوته كعبا منها وقال لهم : حثوا افراسكم وقلدوا نجائبكم قلائد الجزع في الاستنصار لقومكم. فامتثلوا رأيه وتفرقوا في احياء ربيعة واستصرخوا قبائلهم فجزعت ربيعة لجزع البراق واخذت اهبتها للحرب وتواردت قبائل ربيعة من كل فج وعقدوا له الرئاسة في قومه ، ثمّ ساروا الى ديار قضاعة وطيئ فاغاروا عليهم وفي اوائلهم نويرة بن ربيعة واخوه المهلهل والحارث بن عباد البكري وفي اخرهم البراق وكليب بن ربيعة فتذكر البراق صنيع طيئ وما عولت عليـه من قتال ربيعة فانشد ( من الطويل ) :

أقول لنفسي مرّة بعد مرّة
وسمر القنا في الحيّ لا شكّ تلمع
ايا نفس رفقا في الوغى ومسرّة
فما كأسها إلا من السمّ ينقع
إذا لم اقد خيـلا إلى كل ضيغم
فآكل من لحم العداة واشبع
فلا قدتّ من أقصى البلاد طلائعا
ولا عشت محمودا وعيشي موسّع
إذا لم اطأ طيا واحلافها معا
قضاعة بالأمر الذي يتوقّع
فسيروا إلى طيّ لنخلي ديارهم
فتصبح من سكانها وهي بلقع