صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/127

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱١٥
حاتم الطائي
ودعيت في اولى النّديّ ولم
ينظر إليّ باعين خزر
الضّاربين لدى أعنّتهم(١)
الطّاعنين وخيلهم تجري
والخالطين نحيتهم بنضارهم
وذوي الغنى منهم بذي الفقر

وزعموا ان حاتما خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة فلما كان بارض عنزة ناداه اسير لهم : يا أبا سفانة أكلني الاسار والقمل ، قال : ويلك والله ما انا في بلاد قومي وما معي شيء وقد اسأت بي اذ نوهت باسمي . فساوم به العنزيين فاشتراه منهم فقـال : خلّوا عنه وانا اقيم مكانه في قيد حتى أودّي فداءه . ففعلوا فأتى بفدائه . ( وحدّث الهيثم بن عدي ) عمّن حدثه عن ملحان ابن اخي ماويّة امرأة حاتم قال : قلت لماويّة يا عمة حدثيني ببعض عجائب حاتم فقالت : كل امره عجب فعن ايّه تسأل ( قال ) قلت حدثيني ما شئت . قالت : اصابت النّاس سنة فأذهبت الخف والظلف. فأتت ليلة قد اسهرنا الجوع(۲)( قالت ) فاخذ عديّا واخذت سفّانة وجعلنا نعلّلهما حتى ناما . ثم اقبل عليّ يحدثني ويعللني بالحديث كي انام فرفقت له ما به من الجهد . فامسكت عن كلامه لينام فقال لي : انت غرارا. فلم أجب فسكت فنظر في فتق الخباء فاذا شيء قد اقبل فرفع رأسه فاذا امرأة فقال : ما هذا . قالت : يا أبا سفّانة اتيتك من عند صبية جياع يتعاوون كالذئاب جوعا ، فقال : احضريني صبيانك فوالله لأشبعنّهم ( قالت ) فقمت سريعا . فقلت : بماذا يا حاتم فوالله ما نام صبيانك من الجوع الّا بالتعليل . فقال : والله لاشبعنّ صبيانك مع صبيانها - فلما جاءت قام الى فرسه فذبحها ثم قدح نارا ثم أجّجها ثم دفع اليها شفرة فقال : اشتوي وكلي ثم قال : ايقظي صبيانك . فايقظتهم ثم قال : والله ان هذا للؤم تأكلون واهل الصرم حالهم مثل حالكم. فجعل يأتي الصرم بيتا بيتا فيقول : انهضوا عليكم بالنار . ( قال ) فاجتمعوا حول تلك الفرس وتقنّع بكسائه فجلس ناحية فما اصبحوا ومن الفرس على الارض قليل ولا كثير الّا عظم وحافر . وانه لاشد جوعا منهم وما ذاقه اتی حاتم محرّقا. فقال له محرق : بايعني . فقال له : انّ لي اخوين ورائي فان يأذنا لي أبايعك والّا فلا. قال : فاذهب اليهما فان اطاعاك فأتني بهـمـا وان ابيا فآذن بجرب : فلما خرج حاتم قال ( من الكامل ) : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) ويروي : لدي أعينهم (۲) ويروى : فبتنا ذات ليلة باشد الجوع