صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/121

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٠٩
حاتم الطائي

شعرا يذكر فيه فعالة ومنصبة فاني اتزوج أكرمكم واشعركم . فانصرفوا ونحر كل واحد منهم جزورا ولبست مادية ثيابا لأمة لها وتبعتهم . فأتت النبيتي فاستطعمته من جزوره فاطعمها ثيل جملة فاخذه . ثم انت تابعة بني ذبيان فاستطعمته فاطعمهـا ذنب جزوره فاخذته . ثم انت حاقها وقد نصب قدره فاستطعمته فقال لها : قفي حتى اعطيك ما تنتفعين به اذا صار اليك . فانتظرت فأطعمها قطعا من العجز والسنام ومثلها من المخدش وهو عنـد ـ الحارك . ثم انصرفت . وأرسل كل واحد منهم اليها ظهر جمله واهدى حاتم الى جاراته مثل ما أرسل اليها ولم يكن يترك جاراة الا بهدية وصبجوها فاستنشدتهم فانشدها الثبيتي :

هلا سألت النبيتين ماحسبي
عند الشتاء اذا ما هبت الريح
ورد جازرهم حرفا مصرمة
في الرأس منها وفي الاشلاء تمليح
اذا الرياح غدت ملقى اصرتها
ولاكريم من الولدان مصبوح
وقال رائدهم سيان ما لهم
مثلان مثل لمن يرعى وتسريح

فقالت له : لقد ذكرت مجهدة . ثم استنشدت النابغة فانشدها يقول :

هلا سألت بني ذبيان ما حسبي
اذا الدخان تغشى الاشط البرمـا
وهبت الريح من تلقاء ذي ازل
ترجي مع الليل من صرادها الصرما
اني اتم ايساري وامنحه
م مثنى الايادي واكسو للجفنـة الادما

فلها انشدها قالت : ما ينفك الناس بخير ما انتدموا . ثم قالت : يا أخا على انشـدني فانشدها ( من الطويل ) :

آماري قد طال التجنب والهجر
وقد عذريني من طلابكم العذر (1)
اماوي إن المال غاد ورايح
ويبقى من المالي الأحاديث والذكر
آمادي إني لا أقول السائل
إذا جاء يوما حل في مالنا نذر(٢)
آماري اما مانع فيبين
وإما عطاء لا يننه التجـر
أماوي ما يغني القراء عن ألفتى
إذا حشرجت نفس (۳) وساقيها الصدر

_________________________________________________________

(۱) ويروى : وقد غدرتني في طلابكم الغدر (۲) وفي رواية : النذر وفي أخرى تزر وهي اصح (۳) ويروى : يوما