صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٠١
حاتم الطائي

تعال فقال يعقوب خاصة : فبينا حاتم يوما بعد ان أنهب ماله وهو نائم اذ انتبه واذا حوله مانتا أو نحوها تجول ويحطم بعضها بعضا فساقها الى قومه فقالوا : يا حاتم أبق على نفسك فقد رزقت مالا ولا تعودت الى ماكنت عليه من الاسراف . قال : فانها نهبى بينكم ، فانتهبت فانشأ حاتم يقول ( من الطويل ) :

تداركني جدي بسفح متالع
فلا تياسن ذو قومه أن يعها(۱)

( قال ) ولم يزل حاتم على حاله في اطعام الطعام وانهاب ماله حتى مضى السبيله . قال ابن الاعرابي : خرج الحكم بن العاصي ومعه عطر يريد الحيرة . وكان بالحيرة سوق يجتمع اليه الناس كل سنة . وكان النعمان بن المنذر قد جعل لبني لأم بن عمرو ربع الطريق طعمـة لهم وذلك لان بنت سعد بن حارثة بن لأم كانت عند النعمان وكانوا أصهاره . فمر الحكم ابن ابي العاصي بحاتم بن عبد الله فسأله الجوار في أرض طي حتى يصير الى الحيرة . فاجاره ، ثم امر حاتم بجزور فتحت وطبخت اعضاء . فأكلوا ومع حاتم ملحان بن حارثة ابن سعد بن الحشرج وهو ابن عمه . فلما فرغوا من الطعام طيبهم الحكم من طيبه ذلك فمر جاتم بسعد بن حارثة بن لأم وليس مع حاتم من بني ابيه غير ملحان وحاتم على راحلته وفرسة نقاد . فأتاه بنو لأم فوضع حاتم سفرنه وقال : اطعموا حياكم الله . فقالوا : من هؤلاء معك يا حاتم . قال : هؤلاء جيراني ، قال له سعد : فانت تجير علينا في بلادنا . قال له : انا ابن عمك وأحق من لم تخفروا ذمته . فقالوا : لست هناك ، وارادوا أن يفضحوه كما فضح عامر بن جوين قبله . فوثبوا اليه فتناول سعد بن حارثة بن لأم حاتما . فاهوى له حاتم بالسيف فأطار أرنبة انفه ورقم الشر حتى الحاجزوا ، فقال حاتم في ذلك ( من الطويل ) :

وددت وبيت الله لو أن أمه
هوا: فما من المخاط عن العظم
ولكنها لاقاه سيف ابن عمه
قاب ومرا ابن عمه قاب ومر الشيف منه على الخطم (۲)

فقالوا لحاتم : بيننا وبينك سوق الحيرة فناجدك ونضع الرهن . ففعلوا ووضعوا تسعـة افراس رهنا على يدي رجل من كلب يقال له امرؤ القيس بن عدي ورضع حاتم فرسة . ثم خرجوا حتى انتهوا الى الحيرة . وسمع بذلك اياس بن قبيصة الطائي فخاف ان يعينهم النعيان ابن المنذر ويقويهم بماله وسلطانه للصهر الذي بينهم وبينه ، فجمع اياس رهطة من بني حية

_________________________________________________________

(۱) زیروی : تداركني مجدي بسفح متالع فلا ييأسن ذو نومة ان ينتسما (۲) وفي رواية : على العظم