١٠٠
بهم عبيد بن الأبرص وبشر بن ابي خازم والنابغة الذبياني وكانوا يريدون النعمان ، فنحر لهم من الابل . فقال عبيد : انما أردنا بالقرى اللبن . وكانت تكفينا بكرة اذا كنت لا بد متكلفا لنا شيئا . فقال حاتم : قد عرفت ولكني قد رأيت وجوها مختلفة وألوانا متفرقة فظننت ان البلدان غير واحدة فاردت ان يذكر كل واحد منكم ما رأى اذا أتى قومه . فقالوا فيه اشعارا امتدحوه بها وذكروا فضله . فقال حاتم : اردت ان أحسن اليكم فكان لكم الفضل علي . وانا أعاهـد الله ان اضرب عراقيب ابلي عن آخرها أو تقدموا اليهـا فتقتسموها. ففعلوا فأصاب الرجل تسعة وتسعين بعيدا ومضوا على سفرهم إلى النعمان . وان ابا حاتم سمع بما فعل فأتاه فقال له : اين الابل . فقال : يا أبت طوقتك بها طوق الحمامة مجد الدهر وكرما لا يزال الرجل يحمل بيت شعر اثنى به علينا عوضا من ابلك . فلما سمع ابوه ذلك قال : ابابلي فعلت ذلك . قال : نعم . قال : والله لا أساكنك ابدا . فخرج ابوه باهله وترك حلقا ومعه جاريته وفرسة وقلوها ، فقال يذكر تحول ابيه عنه ( من الطويل ) :
وهذا الشعر يدل على ان جده صاحب هذه القصة معة لا انها قصة ابيه. وهكذا ذكر يعقوب بن السكيت ووصف ان ابا حاتم هلك وحاتم صغير فكان في حجر جاده سعد بن الحشرج فلما فتح يده بالعطاء والنهب ماله ضيق عليه جده ورحل عنه بأهله وخلفه في داره
_________________________________________________________ (1) وفي رواية : وتارك شكل (۲) وفي رواية : ابتناء المجد (۳) ویروی : (1) وفي رواية الأغاني بعض اختلاف في ترتيب هذه الأبيات ضاع من نقلي
