صفحة:غابة الحق.pdf/99

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وهاك هذه الأبيات الأُخَر تبيانًا لما ينجم عن الهوى وما يعانيه أخو الجوى:

إلامَ ذاوت الخدر يجذبن أميالي
وحتَّامَ أهوى من تدافع آمالي
عيون المها بالله كفِّي فلم تذر
لكن بقلبي موقعًا ربة الخالِ
ويا ظبيات الأنس نفرًا عن الذي
يحب التي من حبه قلبها خالي
صريع بأدبار التي هدرت دمي
فلا حظَّ لي منكنَّ قط بإقبالِ
مهفهفة تدنو الغصون لقدها
ويعنو لسامي وجهها القمر العالي
ولما تلاقينا معًا بعد هجعةٍ
من البَيْنِ أورث في الحشى كل تشعالِ
لبثنا وكلٌّ مطرق دهشة اللِّقا
وصوت خفوق القلب مستنطق البالِ
وما بيننا الأشواق تلعب في الخفا
وتعرب عن الحال الهوى ألسن الحال
يودُّ التقاء العين بالعين شوقنا
ويمنعُه دمعٌ لأعيننا مالي
فوا عجبًا من عاشق رغب اللِّقا
ومُذ ناله لم يغتنم غير بلبالِ
ولكنني لما تنهدت حسرة
وحاولت إطلاقي لتيار أقوالي
تحرك في أحشائها ساكن الولا
فألقت عليَّ نظرة تنعش البالي
وقالت بصوتٍ أرجفته يد الهوى
ولفظٍ كدرٍّ زان مبسمها الحالي
لك الله من صبٍّ حوى الصبرَ كلَّهُ
فليتك لي أبقيت وزنة مثقالِ