صفحة:غابة الحق.pdf/97

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
والشرق يُلقي الشُّهْب في جوف الدجى
والغرب يبتلع الجميع ويهضمُ
وأنا أحير كأنني ضبٌّ وفي
دوح الحشى طير الهوى يترنمُ
في كل جارحة تدبُّ صبابة
وبكل عضو للغرام بدا فمُ
يا أيها الحب الذي تخفى لدى
أصواته كل الحواس وتبلمُ
كم راح يخبط فيك يا وادي البكا
قلبٌ وكم سحقت بسيلك أعظمُ
ما أنت إلا دولة غزت الورى
وبظلمها كلُّ امرئ يتظلمُ
أي السعادة في الغرام لربه
وسحابة البلوى عليه تغيمُ
فحياته مسلوبة ودموعه
مسكوبة وفؤاده متكلمُ
أيرق ربَّ الحب نقطة لذة
وعليه بحر المؤلمات عرمرمُ
إني أرى وقت النعيم كخُلَّبٍ
يمضي وأوقات الشقاق تخيمُ
يا ويح مَن للحب عرَّض نفسه
جهلًا فسوف يذوب فيه ويعدمُ
سلني أيا باغي الهوى أُخبرْك عن
أحواله فأنا به متقدمُ
إني علقت بذات حسنٍ ما بدت
إلا وعنها البدر راح يترجمُ
خودٌ إذا نَضَتِ اللثامَ بدا لنا
قمر بليلِ ذوائبٍ متلثمُ
قد كلَّمتْ أحشايَ بالمقل التي
فيها الجمال مسلِّم ومكلِّمُ
مُقَلٌ لعيني نرجس أو أكؤسٌ
لكنْ لقلبي أَسْيُفٌ أو أسهمُ
من وجهها نور الحياة لأعيني
يجلي ونار فنًا لقلبي تضرمُ
لم ألقَ نفسي مفردًا أو مصحبًا
إلا وشوقي نحوها مستلزمُ
شوقٌ يمثلها لطرفي كلما
غابت فينعم حيثما لا يغنمُ
فهي النسيم تطيب كيف سَرَتْ ولا
عينٌ ترى خطراتها إذ تُقدمُ