صفحة:عيسى إسكندر المعلوف المؤرخ اللبناني بمناسبة ذكراه السابعة في 2 تموز 1963.pdf/3

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٢٠
أسد رستم

وقد قال هو في ديباجة هذا المصنَّف وتحت العنوان ما نصه: كتاب تاريخي اجتماعي عمومي يحتوي على وصف الوقائع والعادات والأخلاق والشؤون العمرانية وأصول الأسر الشرقية وفروعها ومشاهيرها ومواطنها ومباحث علمية وجغرافية وإحصائية.

ونحن نرى أنه لو أحسن التنسيق، وأحكم الحدود وحصر كلامه في هذا الكتاب بموضوعه لأضاع علينا فوائد جمة لا نجدها اليوم إلا في هذا الكتاب. فدواني القطوف في تاريخ بني المعلوف هو في الواقع موسوعة في أحوال لبنان في النصف الأول من القرن التاسع عشر كما رعاها شيوخه في أواخر هذا القرن. وفضل عيسى إسكندر المطوف في تدوين ما سمع كبير جداً. ولو لم يسمـع ويدون لضاعت أخبار وأخبار وطمست آثارها و مقالات المؤرخ المعلوف في مشاهير الطائفة الأرثوذكسية التي نشرها تباعاً في مجلة النعمة هي في حد ذاتها كنز لا يفنى رمادة لا يستغني عنها كل من يعنى بتاريخ الكنيسة الجامعة في سورية ولبنان وفلسطين في العصور الوسطى والعصور الحديثة، وبعض مرادها من نوع المواد التي سجلت في دراني القطوف مأخوذة من أوراق قديمة سطت محن الدهر عليها ومن صدور رجال طويت أخبارهم. ولكن بعضها الآخر ينم عن صبر وثبات وتفتيش وتمحيص ونقد وسلامة استنتاج. ومن هذه مقالته في عبد الله ابن الفضل وما نقله في القرن الحادي عشر من اليونانية والسريانية إلى العربية ورده على الأب لويس شيخو في بعض ما ذهب إليه خطأ في هذا الموضوع. ومن هذا النوع أيضاً رسالته في الشيخ سلمان بن حسن الذي دخل في النصرانية في أوائل القرن الرابع عشر وأصبح أحد أساقفها. ومن رسائله هذه أيضاً رسالته في أسقفية حوران فإنها جزيلة الفائدة لما تحتوي عليه من نوادر الأخبار وقد لا يجد المؤرخ مجموعة من المعلومات التاريخية عن زحلة أكمل مما ورد في كتاب عيسى إسكندر المعلوف عن تاريخ هذه البلدة، ولكنه لم يعن بنقـد أخبارها عنايته بنقد الأخبار التي جاءت في رسائله المشار إليها أعلاه. وقرأ لنا رحمه الله، فصولاً من كتابه في الأسر الشرقية فأثار إعجابنا بسعة اطلاعه وطول أناته وصبره على التفتيش والجمع، والتدوين. وكان يعتز بمصنفه هذا ويعتبره أعظم ما ألف ولا نعلم إذا كان أكمله قبل وفاته ولكنه من المصنفات النادرة التي يجب نشرها.