صفحة:عيسى إسكندر المعلوف المؤرخ اللبناني بمناسبة ذكراه السابعة في 2 تموز 1963.pdf/2

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥١٩
عيسى إسكندر المعلوف

الآثار فاستمرت ثلاث سنوات متتالية ثم احتجبت في أثناء الحرب العالمية الأولى وظهرت سنتين بعدها. وفي السنة ١٩١٩ ألقى المعلوف محاضرة طويلة في الطب العربي في المعهد الطبي العربي في دمشق وطبعها في كراسٍ كبير في ٦٨ صفحة. وأردفها بمحاضرة ثانية في تاريخ الطب قبل العرب نشرها في السنة ١٩٣١. ثم انتهز فرصة انعقاد المؤتمر الطبي في جامعة بيروت الأميركية في السنة ١٩٢٥ فألقى فيها محاضرة ثالثة في أشهر الأسر الطبية وأشهر المخطوطات العربية في الطب. ثم عني بالتراجم فصنف رسالة في سيف الدولة في السنة ١٩٢٧ ورسالة في سيرة البطريرك الأنطاكي غريغوريوس الرابع في السنة ١٩١٩. ثم كتاباً في فخر الدين ابن معن في السنة ١٩٣٤ في ٤٤٨ صفحة. وأردفها في السنة ١٩٤٤ بالغرر التاريخية في الأسرة اليازجية في ١٢٨ صفحة.

ومن مصنفاته التي لا تزال مخطوطة، تحفة الكاتب للمعرِّب والكاتب، والأخبار المدونة والمروية في تاريخ الأسر الشرقية، وشحذ القريحة في المقطعات البليغة الفصيحة وأهم خزائن الكتب العربية ومعجم الألفاظ العامية والدخيلة، ومغاوص الدرر في أدباء القرن التاسع عشر والدُّر الثمين في أدباء القرن العشرين، والمكتبة التاريخية، ونفائس المخطوطات، وشرح المتن في تاريخ قضاء المتن في لبنان، وتاريخ وادي التيم، وجبل القلمون، ويومية الحرب الكبرى، وشرح الأمثال العربية العامية، وذيل في شعراء النصرانية وهو استدراك على ما فات الأب لويس شيخو من شعراء النصرانية وغير ذلك. وهو مفيد جداً وجدير بالحفظ في دار الكتب اللبنانية الرسمية.

وكان، رحمه الله، عالي الهمة، ماضي العزيمة يركب ظهور العوائق ولا يفوته مطلب، وكان يغرق في البحث ويمعن في التنقيب، ويستقصي في التنقيب. وكان سريع الحفظ ذكوراً يتلو من ظهر قلبه كأنما يقرأ في كتابٍ مسطور. وعلى الرغم من قوة ذاكرته وبعده عن النسيان فإنه سريع التدوين.

ومصنفاته التاريخية غزيرة المادة جزيلة المباحث واضحة التعبير جمة الفوائد. ولكنها لغزارة مادتها وكثرة مباحثها لم تكن دائماً مطردة التنسيق.

فكتابه (دواني القطوف في تاريخ بني المعلوف) هو أقرب إلى موسوعة صغيرة تضم معلومات شتي في مواضيع متنوعة لا علاقة لبعضها بموضوع الكتاب.