صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/92

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
وكيف يطيق فتى كتمه
وأجفانه أبدًا تدمع

فقلت أسألك عما يشتكي جسدك، فتنشدني الشعر. فقال: يا ابن الفاعلة ! قد أجبتك. فقلت: لا تسبني وأنا سيد من سادات الأنصار ؟ ثم قال. 

وإن لقوم سوّدوك لحاجة
إلى سيد لا يظفرون بسيد

قال صالح السري: قدم علينا محمد بن السماك العابد فقال: اروني عبادكم ؟ فذهبت به إلى قديس وقرأت إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون فشهق شهقةًّ وخر مغشيًا عليه فخرجنا من عنده وتركناه على هذا الحال.  

أبو سعيد الضبعي

قال سعيد بن عامر مر بي أبو سعيد الضبعي ذات يوم فقلت له ألا تجلس عندي ساعة ؟ قال بلى متزينًا بمجالستك فجلس فقلت: يا أبا سعيد ما أفضل الكلام ؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت وأي الأعمال أفضل ؟ قال إقام الصلاة. وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، والحج إلى بيت الله الحرام، وبر الوالدين. قلت فأي الرجال أحب إليك ؟ قال أحسنهم خلقًا. قلت فأي النساء أحب إليك ؟ قال المتحببة النقية وإن كانت قبيحة.

قال بكار بن علي قلت لأبي سعيد يومًا كيف أصبحت ؟ قال أصبحت مؤمنًا بالله لا أقول بقول القدرية ولا المرجئة ولا بقول الجهمية ولا الرافضة فأما القدرية فتزعم أن العبد لو لقي الله بمثل حبة خردل من المعاصي مصرًا عليها كان في نار جهنم مخلدًا. وأما المرجئة فتقول من لقي الله بشهادة لا إله إلا الله فهو في الجنة وإن زنى وإن سرق. وقالت الجهمية علم الله مخلوق فكفرت بالخالق. وقالت الرافضة بعث جبريل عليه السلام إلى علي فغلط