صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/80

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على الأمير، هذا وقت دخولي عليه، فلما وقف بين يديه قال: أيها الأمير ما هذا الحزن أجزعت لذات سوى هيأته رب العالمين أيسرك أن لك مكانها ابنا مثلي؟ قال: ويحك فرجت عني فدعا بالطعام وأذن للناس.

قال عبد الواحد بن زيد مر بهلول برجل قد وقف على جدار رجل يكلم امرأته، فأنشأ يقول:

كن حبيباً إذا خلوت بذنب
دون ذي العرش من حكيم مجيد؟
أتهاونت بالإله بديا
وتواريت عن عيون العبيد
أقرأت القرآن أم لست تدري
أنّ ذا العرش دون حبل الوريد

ثم ولى وهو يقول من نوقش في الحساب غفر له، فقلت له من نوقش الحساب عذب، فقال اسكت يا بطال إن الكريم إذا قدر غفر.

ولبهلول:

إذا خان الأمير وكاتباه
وقاضي الأرض داهن في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل
لأهل الأرض من أهل السماء

قال الحسين الصقلي نظرت وقد زار سعدون بهلولاً ورأيتهما فسمعت سعدون يقول لبهلول أوصني وإلا أوصيك فناداه بهلول أوصني يا أخي فقال سعدون أوصيك بحفظ نفسك ومكنها من حبك فإن هذه الدنيا ليست لك بدار، قال بهلول أنا أوصيك يا أخي، فقال قل، فقال: اجعل جوارحك مطيتك واحمل عليها زاد معرفتك واسلك بها طريق متلفك فإن ذكرتك ثقل الحمل فذكرها عاقبة البلوغ. فلم يزالا يبكيان جميعاً حتى خشيت عليهما الفناء.

قال علي السيرافي حمل الصبيان يوماً على بهلول، فانهزم منهم فدخل