صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/79

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أراه شهد على ذلك العقل وهو الأمين والخواطر وذلك في ادبار الدنيا وإقبال الآخرة أحد حدودها ينتهي إلى ميادين الصفا والحد الثاني ينتهي إلى ترك الجفا والحد الثالث ينتهي إلى لزوم الوفا والحد الرابع ينتهي إلى سكون الرضا في جوار من على العرش استوى، لها شارع ينتهي إلى دار السلام وخيام قد ملئت بالخدام وانتقال الاسقام وزوال الضر والآلام، يا لها من دار لا ينقضي نعيمها ولا يبيد، دار اسست من الدر والياقوت شرفك تلك الخدور وجعل بلاطها في البهاء والنور، قال فترك الرجل قصره وهام على وجهه، وأنشأ بهلول يصيح خلفه ويقول:

يا ذا الذي طلب الجنان لنفسه
لا تهربن بإنه يعطيكا

قال عبد الخالق سمعت أبي يقول سمعت بهلولاً يقول من كانت الآخرة أكبر همه أتته الدنيا وهي راغمة، ثم أنشأ يقول:

يا خاطب الدنيا إلى نفسه
تنح عن خطتها تسلم
ان التي تخطب غدارة
قريبة العرس من المأتم

قال كثير بن روح رأيت بهلولاً ذات يوم يتمثل وهو يقول هذه الأبيات:

يا طالب الرزق في الآفاق مجتهداً
اعتبت نفسك حتى شفك الطلب
تسعى لرزق كفاك الله بغيته
اقعد فرزقك قد يأتي به السبب
كم من دنيء ضعيف العقل تعرفه
له الولاية والأرزاق والذهب
ومن حسيب له عقل يزينه
بادي الخصاصة لا يدري له سبب
فاسترزق الله مما في خزائنه
فالله يرزق لا عقل ولا حسب

قال بعض أهل الكوفة ولد لبعض أمراء الكوفة ابنة فساءه ذلك فاحتجب وامتنع من الطعام والشراب فأتى بهلول حاجبه فقال إئذن لي