صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أتى جب المعرفة استسقى بدلو الجد ومن نظر في مرآة الفكر سقطت عنه لذة الكرى ثم أنشأ:

ومن الناس من يعيش شقياً
جاهل القلب غافل اليقظه
فإذا كان ذا وفاء ورأي
حفظ الوقت واتقى الحفظه
إنما الناس راحل ومقيم
فالذي بان للمقيم عظه

عبد الله بن سهل قال كتب سعدون إلى بعض إخوانه أما بعد يا أخي فانه من تعرض لعقوبة الله هوى وشقي ومن تعرض لرضاء الله كفي ووقى فاجعل حظك من دنياك الاشتغال بطاعة مولاك والسلام.

قال وكتب بهذا الشعر إلى بعض إخوانه:

تحب الصالحين بزعم قلبك
وتخلو إن فقدتهم بذنبك
فمن حب الخليل تفر منه
وهذا كله من كذب حبك
ستندم حين لا ندم بمجد
وتعلم ما يحل غدا بجنبك

قال مالك بن دينار مات بعض قراء البصرة، فخرجنا في جنازته، فلما انصرفنا من دفنه صعد سعدون تلا ونادى:

إلا يا عسكر الأحياء
هذا عسكر الموتى
أجابوا الدعوة الصغرى
وهم منتظروا الكبرى
يقولون لكم جدوا
فهذا غاية الدنيا

سلمة بن عقيل قال كتب سعدون إلى بعض إخوانه: جعلنا الله وإياك من الذين ادبوا أنفسهم بدرة الجوع وردموا خندق الأحزان وجاوزوا عقاب الشدائد وقطعوا جسر الأهوال ثم كتب عنوانه ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

إبراهيم بن سعيد النجيبي قال: كتب المتوكل إلى عامله بالبصرة