صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/49

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
إن امرأ رزق اليسار ولم يصب
حمدا ولا اجرا لغير موفق
فالجد يدنى كل شيء شاسع
والجد يفتح كل باب مغلق
فإذا سمعت بأن مجدودا حوى
عودا فأثمر في يديه فحقق
وإذا سمعت بأن محروما رأى
ماء ليشربه فغاض فصدق
وأشد خلق الله بالهم امرؤ
ذو همة يبلى بعيش ضيق
ومن الدليل على القضاء وكونه
بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق

ولابن الرومي:

جاهي أدق من الصراط
فيكم وعزي في انحطاط
وتكايسى وتحاذقى
يلجان في سم الخياط
وأنا الشقي بأرضكم
مثل المصور في البساط

ولعي بن محمد السيرافي:

ما همتي إلا مقارعة العدى
خلق الزمان وهمتي لم تخلق
والمرء كالمدفون تحت لسانه
ولسانه مفتاح باب مغلق
إني أرى الأكياس قد تركوا سدى
وأزمة الأملاك طوع الأحمق
لو كان بالحيل الغنى لوجدتني
بنجوم أقطار السماء تعلقي
لكن من رزق الحجى حرم الغنى
ضدان مفترقان أي تفرق

وقال بعضهم:

كم من أديب عاقل قلبه
مكمل العقل مقل عديم
ومن رقيع وافر ماله
ذلك تقدير العزيز العليم
سبحان ربي إن ربي حكيم
قد حرم العاقل فضل النعيم
ما يظلم الرب ولكنه
أراد أن يظهر عجز الحكيم

وبلغني أن امرأة أتت بزرجمهر الحكيم فقالت له أيها الحكيم ما بال الأمر يلتام للعاجز ويلتان على الحازم؟ قال ليعلم العاجز ان