صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/41

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لا يؤبه له، ومن جيد شعره:

لسان الهوى في مقلتي لك ناطق ... يخبر عني أنني لك وامق

ولي شاهد من ضر جسمي معدل ... وقلب عليل في ودادك خافق

وما كنت أدري قبل حبك ما الهوى ... ولكن قضاء الله في الخلق سابق

ثم تحامق وأخذ في الهزل فحسنت حاله وراج أمره حتى أن الملوك والأشراف أولعوا به، ومن قوله:

غياث بن عبد الله يطعم ضيفه ... رؤوس الجدايا طبخها بأرياجها

وهذا مجال في الطعام لأنما ... رؤوس الجدايا حقها سكباجها

وما أشبه ذلك: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن الجنيد يقول سمعت محمد بن زكريا الغلابي يقول: مر بعض الأدباء بمجنون يتكلم، فتأمل كلامه، فإذا هو رصين يدور على الأصول، فقال له ما حملك على التحامق؟ فقال:

لما رأيت الحظ حظ الجاهل ... ولم أر المغبون مثل العاقل

دخلت عيشاً من كرام نائل ... فصرت من عقلي على مراحل

أنشدنا أبو نصر محمد بن أحمد التميمي بسرخس:

إن كنت تهوى أن تنال المالا ... فالبس من الحمق غداً سربالاً