صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/40

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بالكتاب وأنشأ يقول:

قذفت بهذا القط من جنب كافر ... كذلك أرمي كل قط مطلل

وقال لطرفة: فك كتابك، فقال: هو لا يجتريء على إهلاكي، فذهب بالكتاب فإذا فيه إذا أتاك طرفة فاقطع أكحله ولا تشده حتى يموت ففعل وأنشأ طرفة يقول:

كل خليل كنت خاللته ... لا ترك الله له واضحه

كلهم أروغ من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحة

[فصل]

[من تحامق لينال غنى]

سمعت أبا نصر محمد بن مزاحم البدخشي، قدم علينا حاجاً، قال: سمعت سعيد بن علي بن عطاف الطاحي بالبصرة يقول: كان عندنا رجل عاقل أديب فهم شاعر يقال له عامر وكان مع أدبه محروماً مجازفاً، فقال لي رجل من أصحابي إن صديقك عامراً قد جن، فجعلت أطلبه حتى ظفرت به في بعض القرى والصبيان حوله يضحكون، فقلت له: يا عامر مذ كم صرت بهذه الحال؟ فأنشأ يقول:

جننت نفسي لكي أنال غنى ... فالعقل في ذا الزمان حرمان

يا عاذلي لا تلم أخا حمق ... تضحك منه فالحمق ألوان

وعلى هذا علي بن صلوة القصرى كان ممن يجيد الشعر وكان محروماً