صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أنشدنا أبو العباس أحمد بن سعيد المغربي قال: أنشدنا أبو عمرو محمد ابن إسماعيل الضرير قال حدثنا وأنشدنا أيوب بن غسان وهو يقول:

ودعتني بعبرة من جفون ... أضمرت فيضها حذار العيون

ومضت خلفها وقد خلفتني ... إلف ضر وفورة وجنون

فشكوت الفراق بالنفس الدا ... ئم حتى هتكت سر الظنون

أنشدني أبو سعيد أحمد بن زاوية الفارسي الكاتب:

ألا قل للأحبة يرفقونا ... فإن الحب أورثنا الجنونا

أنشدني أبي رحمه الله قال أنشدنا أبو محمد الزنجاني لبعض الأعراب:

أحبك حبا لو علمت ببعضه ... أصابك من وجد عليك جنون

لطيفا على الأحشاء أما نهاره ... فسكت وأما ليله فأنين

وحكى لي عن حبيب بن محمد بن خالد الواسطي قال دخلت يوما على علي بن هشام فوجدته باكيا حزينا ذاهب النفس فأنكرته وسألته عما دهاه، فقال أعلم أني مررت الآن بالخريبة فرأيت مجنونا مصفدا بالحديد يتمرغ في التراب ويقول:

ألا ليت أن الحب يعشق مرة ... فيعرف ماذا كان بالناس يصنع

يقولون خذ بالصبر إنك هالك ... وللصبر مني في مصابي أجزع

سمعت أبا علي الحسن بن أحمد القزويني يقول سمعت بعض السياح يقول رأيت مجنونا في القفار وهو يرقص ويقول:

حبكم في القفار شردني ... آه من الحب ثم رآه