صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يقول: لقد أكثر الناس في العشق فما سمعت بأوجز ولا أجمل من قول أنشدنا بعض نساء الأعراب وسألت عن العشق فقالت: داء وجنون.

أنشدنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إسحق الخزلحجي؟ بمرو قال: عبد الله بن بهلول بقرميسين.

وما عاقل في الناس يحمد أمره ... ويذكر إلا وهو في الحب أحمق

وما من فتى قد ذاق بؤس معيشة ... من الناس إلا ذاقها حين يعشق

سمعت أبا الحسن مظفر بن غالب الهمداني يقول: سمعت أبا بكر محمد بن يحيى الصولي قال: اعتل عبد الله بن المعتز فأتاه أبوه عائدا، وقال له: ما عراك يا بني؟ فأنشأ يقول:

أيها العاذلون لا تعذلوني ... وأنظروا حسن وجهها تعذروني

وأنظروا هل ترون أحسن منها ... إن رأيتم شبيهها فاعذلوني

في جنون الهوى وما بي جنون ... وجنون الهوى جنون الجنون

قال: فتتبع أبوه الحال حتى وقع عليها فابتاع الجارية التي شغف بها بسبعة آلاف دينار ووجهها إليه.

أنشدني أبو منصور مهلهل بن علي العنزي.

أبدر بدا أم وجهك القمر السعد ... أليل دجا أم شعرك الفاحم الجعد

أنرجسة هاتيك أم هي مقلة ... أتفاحة ذاك المضرج أم خد

أموج إذا وليت أم كفل بدا ... أغض لجين في الغلالة أم قد

كذا لو تأملت الذي بي لقلت لي ... أهذا جنون ثابت بك أم وجد

سمعت أبا العباس الرازي الصوفي يقول: سمعت الشبلي يقول ذات يوم لأصحابه: ألست عندكم مجنونا وأنتم أصحاء؟ زاد الله في جنوني وزاد صحتكم! ثم أنشد.

قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ... ما لذة العيش إلا للمجانين!