صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/128

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
سبحان ربي ذو الجلال العالي
تسأل احساني وأنت الوالي

(قال الأمير فنأخذها منك ولا نعطيك شيئاً فقال:

فأين ربي ذو الجلال الأفضل
إن أنت لم تخش الآله فافعل)1

فقال الأمير إني أسألك أن تحط. فقال الأعرابي:

والله ما يجبرني ما تعطي
لا يداني الفقر مني حطّي

فأمر له بألف درهم وثياب من خاصة ملبسه. فقال الأعرابي.

إني رمتني نحوك الفجاج2
أبو عيال معدم محتاج
طاوي المطيّ مع ضيق العيش
فأنبت الله لديك ريشي
شرفتني منك بألفٍ حاضرة
شرفك الله بها في الآخرة
وكسوة طاهرة حسان
كساك ربي حلل الجنان

قال فضحك الأمير وقال من زعم إن هذا مجنون ؟ وددت إني كنت مثله. 

أعرابي

قال العباس بن علي الهاشمي كنت واليًا بمكة فجلست ذات يوم في مسجد وعندي جماعة، فوقف بنا إعرابي وقال أيكم الأمير ؟ فُأشير إلي. فقال:

يا من ترفع بالإمارة طاغياً
إخفض عليك فللأمور زوال
فلئن أفادك ذا الزمان بصرفه
فبصرفه تتقلب الأحوال

أبو الشريك

قال الأصمعي بينا أنا ذات يوم عند والي البصرة إذ قيل مجنون بالباب يتكلم بالشعر. فقال أدخلوه فدخل، فإذا هو رجل كأنه نخلة سحوق، نتن الأطراف موسوس، فسلم على الأمير، فرد عليه السلام وقال من أنت ؟ فقال: 


  1. الجملة والبيت ساقطان من الأصل.
  2. الفجاج · الطريق الواسع بين جبلين.