صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/121

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
كتمت جنوني وهو في القلب كامنٌ1
فلما استوى والحب أغلبه الحبّ
وقلبي2 والجسم الصحيح مذيبه
فلما ذاب الجسم ذلّ له القلب
فجسمي نحيل للجنون وللهوى
فهذا له نهب وهذا له نهب

قال جعفر بن إسماعيل: أُتى غورك بطبيب يعالجه، فقال الطبيب: لو تركتني لعالجتك وأصلحتك. فأنشأ غورك يقول:

إعلم وأيقن أيها المتكلم
ما بي اجلّ من الجنون وأعظم
أنا عاشق فإن استطعت لعاشق
برءاً مننت به فأنت محكم
حسبي عذابي في الهوى حسبي به
إذ من أهيم به يصدّ ويصرم
هيهات! أنت بغير دائي عالم
وسواك بالداء الذي بي أعلم
دائي رسيس قد تضمنه الهوى
تحت الجوانح ناره تتضرم3

وله أيضاً:

هلموا انظروا ما أورث الحبّ انله
أُحذركم شرّ الهوى وعواقبه
وأغرى بنفسي الشوق والهم والاسى
فأرقني بالليل أرعى كواكبه

عباس المجنون

قال محمد بن المبارك: صعدت جبل لبنان فإذا برجل عليه جبة من صوف مكتوب عليها: لا يباع ولا

يوهب. قد ائتزر بمأزر الخشوع، وارتدى برداء الورع، وتعمم بعمامة التوكل. فلما رآني استخفى وراء شجرة بلوط، فناشدته الله أن يظهر فظهر. فقلت كيف تصبر على الوحدة في هذه القفار ؟ فضحك وأنشأ يقول: 

يا حبيب القلوب من لي سواكا
إرحم اليوم مذنباً قد أتاكا

  1. و پروي : أعلنه.
  2. ويروی: وخلي.
  3. هذا البيت ساقط من الأصل.