صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/115

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ثعلبة، فعبثوا به وآذوه، فقال يا بني تيم االله، ما أعلم ما في الدنيا خير منكم. قالوا: وكيف ذاك ؟ قال بنو أسد ليس فيهم مجنون غيري وقد قيدوني وسلسلوني. وكلكم مجانين ليس فيكم مقيد واحد.  

صباح الموسوس 

قال محمد بن المغيرة وقف صباح الموسوس على قوم فسألهم شيئاً فردوه فولى وهو يقول: 

أسأت إذ أحسنت ظني بكم
والحزم سوء الظن بالناس

قال محمد بن المغيرة: مر صباح بقوم فظن بهم خيراً فردوه وكانوا سبعة. فسأل أحدهم فقال ما اسمك ؟ قال غليظ، وقال للثاني ما اسمك ؟ فقال الخشن، فقال للثالث وأنت ؟ فقال وعر، فقال للرابع وأنت ؟ فقال شداد، فقال للخامس وأنت ؟ فقال رداد، فقال للسادس وأنت ؟ فقال ظالم، فقال للسابع وأنت ؟ فقال لاطم. قال صباح وأين مالك ؟ قالوا ومن مالك ؟ يا مجنون ! قال ألستم خزنة النار ؟ الغلاظ الشداد !.  

شقران المجنون

قال أبو عثمان الواسطي خرجنا غزاةًّ في الصائفة، فنحن في بعض الثغور، إذ رأيت الناس مزدحمين. فجئت فإذا أنا بمجنون يقال له شقران، وهو يقول الدنيا دار خراب وأخرب منها قلب من يعمرها. والآخرة دار عمران وأعمر منها قلب من يطلبها. وسمعته مرة ُأخرى يقول الدنيا دار زوال وانتقال واضمحلال.

والآخرة دار جلال وجمال وكمال. قال وسألته من الحكيم؟ فقال من لا يتعرض للعذاب الأليم. قلت وما العذاب الأليم ؟ قال البعد عن الكريم.  

***