صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/98

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الا أن الخلق الذي يشق فهمه على الأكثرين هو طيب المعاملة عندما تتعرض الحياة الزوجية لأخطر ما يمسها من خطر وهو المساس بالوفاء ، في هذه الخصلة تتسامى الحضارة الحديثة ما تتسامی فلا نخالها تحلم بمعاملة أطيب ولا أكرم من المعاملة التي أثرت عن النبي في قصة عائشة بنت الصديق وهي أحظى (۱) نسائه لديه، و نلخصها مما روته بلسانها اذ تقول رضي الله عنها: كان رسول الله اذا أراد أن يخرج لسفر أقرع بين نسائه ، فأيها خرج سهمها خرج بها رسول الله معه ، وأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي ، ثم قفلنا(۲) من الغزوة الى أن دنونا من المدينة، فقمت حين آذنوا بالرحيل فتمشيت حتى جاوزت الجيش وقفيت من شاني، و أقبلت الى الرحل فلمست صدري فاذا عقدي قد انقطع، فرجعت ألتمسه (۳) نجسني ابتغاؤه ، وأقبل الي الرهط الذين كانوا يرحلون لي فحملوا هودجي وهم يحسبون اني فيه، وكانت النساء اذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم، انما يأكلن العلقة من الطعام ، فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه اذ كنت ذالك جارية حديثة السن « ووجدت عقدي فجئت منازل الجيش وليس بها داع ولا مجيب ، فتيممت (4) منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون الي « فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت ، و كان صفوان ابن المعطل السلمي قد عرس (5) من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد انسان نائم، فعرفني حين رآني واسترجع، فاستيقظت وخصرت (1) وجهي بجلبابي ، ووالله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه (۷) حتى أناخ راحلته وركبتها وانطلق يقودها حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا في نحر الظهيرة • « فهلك من هلك في شأني ، وكان الذي تولى كبيه عبد الله ابن ابي بن سلول . . ما و امه اعظمهن مكانة 2. اي رجعنا - اطلبه وابحث عنه - قصيدت و - غزل في اخر الليل الاستراحة 4 - غطيت ۲. قوله : أنا لله وانا راجعون WA