صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/45

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله و کفر به و المسجد الحرام و اخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونکم حتى یردوکم عن دینکم آن استطاعوا » 1


فقبض النبي العير و الأسيرين. و طلبت قريش فداءهما فقال عليه السلام : « لا نفديكموهما حتى يقدم صاحبانا ، فإنا نخشاكم عليهما، فان تقتلوهما نقتل صاحبيكم».


هذه قصة السرية و ما وقع فيها خلافا لأمر النبي و ما نجم2 عنها من تشريع .. فاذا نحن كتبناها باصطلاح العصر الحديث فكيف نكتبها؟ و كيف نفهمها؟.. هي لا خلاف حادثة طلائع او حادثة حدود :

ترسل احدى الدول طليعة من جندها الى حدودها للكشف أو للحراسة، فيقع الاشتباك بينها و بين طليعة في بلاد دولة أخرى على غير علم من الحكومتين.


فالذي يحدث في هذه الحالة أن تنظر الحكومة الأخرى الى المسألة كأنها مسألة فردية عرضية لا تستوجب القتال، وتكتفي بما ينال المسئولين على أيدي حکو متهم من جزاء أو تأنيب، وينحسم3 النزاع هذا أو تصر الحكومة الأخرى على طلب الترضية ، فان قبلتها الحكومة المطلوبة فالنزاع منحسم، وان لم تقبلها فالمفاوضة والمساومة أو امتشاق الحسام4..


ذلك اذا نظر الفريقان الى المسألة كأنها مسألة فردية عرضية ولم يشأ أحدهما أو كلاهما أن يضعاها موضع التشريع العام التقرير الحكم الذي تجريان عليه فيها وفي أمثالها ، أو تقرير ما يعترفان به وما ينكر انه من الشرائط والأصول.


وقريش لم تكتف بالنظر الى حادثة السرية5 كأنها حادثة


  1. الآية: 217 من سورة البقرة
  2. نجم الشيء ظهر وطلع
  3. ينقطع
  4. السيف القاطع
  5. قطعة من الجيش
٤٥