صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

المغير كائنا من كان، ولو جاءت الغارة من عنصر معاد للعنصر السلافي ، وهو عنصر الجرمان.

ومحمد عليه السلام لم يتعلم ما تعلمه هتلر و نابليون، ولكنه لم يخطيء قط مثل هذا الخطأ في جميع غزواته وكشوفه ،ولعلنا نفهم - كلما درسنا زمانه الحافل بالعبر والأمثلة الباقية ـ أن دراسته ضرب من دراسة العصر الحديث والقادة المحدثين.

وينبغي الا تمر بنا سرية عبد الله بن جعش دون أن نستوفي كل ما فيها من الشئون العسكرية ، لأنها تشتمل على أكثر من جانب واحد من جوانب السنة النبوية والتشريع الاسلامي في هذه الشئون.. فهي سرية استطلاع كما علمنا لم تؤمر بقتال ولم يؤذن لها فيه. لكن حدث بعد فض الكتاب أن اثنين من رجال السرية ذهبا يطلبان بعيرا لهما ضل فأسرتهما قريش ، وهما سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان..


ثم نزل الركب بنخلة فمرت بهم عير قريش تحمل تجارة عليها عمرو بن الحضرمي ، آخر شهر رجب . وكانت قريش قد حجزت أموال أناس من المسلمين منهم بعض من في السرية فتشاوروا في قتال أهل العير، وحاروا فيما يصنعون : ان تركوا العير تمضي ليلتها امتنعت بالحرم، وفاتهم تعويض ما حجزته قريش في هذه الفرصة السانحة1، وأن قاتلوا أهلها قتلوهم في شهر حرام، لكنهم اندفعوا الى القتال فأصابوا من أصابوه ورمي أحدهم عمرو بن الحضرمي بسهم فأرداه2 وأسروا رجلين. وقفل عبد الله بن جحش ومن معه الى المدينة وقد حجزوا للنبي عليه السلام الخمس من غنيمتهم ، فأباه عليه السلام وقال لهم: ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام، وعنفهم اخوانهم لمخالفة النبي ، وساءت لقياهم بين أهل المدينة.

وراحت قريش تثير ثائرة العرب، واندس جماعة من اليهود يحضأون3 نار الفتنة ، وتنادوا أن محمدا وأصحابه قد أباحوا الدماء والاموال في الشهر الحرام ، وقال المسلمون في مكة : بل كان ذلك في شعبان، ثم نزلت الآيات : « يسألونك عن الشهر


  1. العارضة
  2. فقتله
  3. يوقدون
٤٤