صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/149

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وخلاصة سنه و آدا به: أنها سماحة في الانظار ، وسماحة في القلوب. فالسماحة، هي الكلمة الواحدة التي تجمع هذه الخصال من أطرافها ، والسماحة هي العفة التي ترقت في محمد الي ذروة (۱) الكمال ومن يكون الرسول ان كان لا بد من تعريف وجيز لعلامات الرسالة ؟ الرسول: هو الذي له وازع من نفسه في الكبير والصغير مما يتعاطاه من معاملات الناس، لأن عمل الرسول الأول أن يقيم للناس وازعا يأمرهم بالحسن ، وينهاهم عن القبيح ويقرر لهم حدودهم التي لا يتخطونها فيما بينهم ، ومن كان هذا عمله الاول فينبغي أن تكون صفته الأولى - بل صفته الكبرى - أن يستفني عن الوازع، و أن يغني الناس عن محاسبته وطلب الحق منه ، وهذه هي السليقة (۲) الشاملة التي سرت في خلائق محمد وامتزجت بجميع أعماله وأقواله ، فلم يحاسبه أحد قط كما حاسب نفسه في رعاية حق الصغير والكبير ، وصيانة الحرمات للعاجز و القدير . هذه علامة رسالة لا علامة أصدق منها ولا أجدر منها بالقبول، لأنها علامة من داخل السريرة .. وليست علامة من خارجها قد تلازم أو تفارق من تعروه (۳) وليس للنوع البشري مقياس صحیح يقاس به محمد ، فيعطيه مرتبة دون مرتبة الحب والتبجيل يعطيه هذه المرتبة. من يدين بالاسلام ، ومن يدين بغير الاسلام ومن ليس له دين من أديان التنزيل فليس للنوع البشري أصل من أصول الفضائل پر مي الي مقصد أسمى وأنبل من تقديم تلك المناقب التي كان محمد قدوة فيها للمقتدين 6 عزيمة الزهد والايمان وليس أولى بالحب والتبجيل ممن يطلب خير الناس ويزهد في نعمة العيش وهي بين يديه فقد ثبت أن محمدا لم يستمتع بدنياه ، ولم يشبع ثلاثة أيام اس اعلاه ا . الطبيعة ۲. تغشاه +