صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/147

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بين نذر الحرب وصليل (1) السيوف، واقبل عليها يقول : «اسکتی يا أم أيمن فانك عسراء اللسان ! » فكانت هذه الدعابة في ذلك الموقف المرهوب كأنها تربیت (۲) سید الفصحاء على تلك اللكنة البريئة هي نه ويحبهم < وأنه . 4 أريحية محمد هذه الأريحية الفياضة هي الحلية الباطنة التي تمت بها حلية محمد في عيون الناس ، وهي جواب محمد لما كان له في قلوبهم من حب واعظام، أو الأسرة التي تجمع بين قلبه وتلك القلوب في نطاق الأسرة الانسانية : يحبو ، و يشعرون به ويشعر بهم ، وليس قصاري الأمر أنه محبوب وأنه مهیب سمت يقابل العيون بجمال و أريحية تقابل النفوس بجمال وقد سرت هذه الأريحية في صميم طويته ، فامتزجت طواعية وارتجالا بجمیع خصاله وجميع علاقاته بالناس ولا سيما الضعفاء والمكسورين • فكان أحرص انسان على جبر القلوب ، و تطبيبه الخواطر ، وتوخي المؤاساة ، واجتناب الاساءة ، يتفقد أصحابه كبارا وصغارا ويسأل عنهم ، ويتحدث الى ذوي الأقدار ، وعامة الناس ، فلا يحسب صغيرهم أن أحدا أكرم عليه منه ، ويتحدث اليه من شاء فلا يقطع عليه حديثه وان طال، واذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ومن جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف ، وما أخذ احد بيده فأرسلها حتى يكون الأخذ هو الذي يرسلها ومن سننه التي اتبعها ، وأوصي باتباعها ، أن يجيب دعوة ، ولا يرد دعوة عبد ولا خادم ولا أمة ولا فقير ، وفي ذلك يقول من وصاياه في آداب الولائم والمحافل:« إذا اجتمع الداعيان فأجب أقر بهما بابا ، فان أقر بهما بابا أقر بها جوارا ، وان سبق احدهما فأجب الذي سبق » من دعاه اس آي موتها 2 - الربت : ضرب اليد على جنب الصبي قليلا لينام ؛