صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/144

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

« حتى اذا حملت اللحم ، وكنا في سفرة أخرى قال صلى الله عليه و سلم للناس : تقدموا ! فتقدموا ثم قال تعالي اسابقك، فسابقته فسبقني فجعل صلی الله عليه وسلم يضحك ويقول : هذه بتلك ! » ۰ وهذا بعد أن قارب الستين - انها المسابقة تنم على فتوة (1) الروح فوق ما نمت عليه من فترة الأوصال و تجلت هذه الأريحية (۲) في علاقته بكل انسان من خاصة أهله أو من عامة صحبه . فرقته حاشية جده حتی عطفت على كل أسي ، ورحمت كل ضعف ، وامتزجت بكل شعور • مالك الله عنه : « دخل النبي عليه السلام على أمي فوجد أخي أبا عمير حزينا، فقال: يا أم سليم ! ما بال قال أنس بن رضي ابي عم حزينا ؟ 4 6 فقالت : يا رسول الله مات نغيره * تعني طيرا كان يلعب به فقال صلى الله عليه وسلم : أبا عمير ! ۰۰ما فعل النغير ؟ وكان كلما رآه قال له ذلك » وهذه قصة صغيرة تفيض بالعطف والمروءة من حيشما نظرت اليها ، فالسيد يزور خادمه في بيته ، و يسأل أمه عن حزن أخيه، ويواسيه في موت طائر ، ولا يزال يرحم ذكراه كلما رآه ومثل هذا : عطفه على الضعف البشري في رجل مثل عبد الله الخمار الذي لقب بهذا اللقب لما اشتهر به من السكر والدعابة فكان النبي عليه الصلاة والسلام يحده في العمر ولا يتمالك أن يضحك منه • قبول للدعابة وكان نعیمان بن عمرو أشهر الأنصار بالدعابة ، لا يقيل منها أحدا ولا يراه النبي فيتمالك أن يبتسم ، وربما قصد النبي ببعض هذه الدعابات لطمعه في حلمه و علمه بموقع الفكاهة من نفسه : جاء أعرابي إلى رسول الله ، فدخل المسجد وأناخ راحلته بفنائه ، فقال بعض الصحابة لنعيمان : و لو نحرتها فأكلناها ؟ فانا قد قرمنا (۳) الى اللحم ، ويقوم النبي صلى الله عليه وسلم حقها ، فنحرها نعيمان ، وخرج الأعرابي فرای راحلته فصاح : ا. أي قوة 2- سعة الخلق ۲- اشتهيناه واشتقنا اليه 6 6