صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/128

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

9 ما أكرم الآباء أو كان من الحتم أن يكون محمد مثال الآباء كما كان مثال الأنبياء ؟.. كذلك شاء القدر القادر ، وكذلك رأينا محمدا مثال الأب يوم ولد له ابراهيم، ومثال الأب ذهب عنه ابراهيم يتمنى طفل سلو جاز أن يتمنى الاطفال - أبوة أرحم ولا از کی من هذه الأبوة في الحالتين بل كان محمد مثال الأب حيثما كان له نسل قريب أو بعيد ، وذكر أو أنثى ، وصغير أو كبير أرأيت الى الحسن بن فاطمة وقد دخل عليه فركب ظهره وهو ساجد في صلاته ؟ أن النبي في صلاته لهو النبي في مقامه الأسنی (۱) وان النبي في مقامه الأسني ليشفق أن يشغل الصبي عن لعبه فيطيل السجدة حتى ينزل الصبي عن ظهره غير معجل، ويسأله بعض أصحابه : لقد أطلت دك ؟ فيقول ان ابني ارتحلتي (۲) فكرهت أن أعجله ! أرأيت الى فاطمة تدخل البيت أشبه الناس مشية بمشية محمد ؟.. أرأيت الي حنان يفيض على القلب كحنانه حين يرى فتاة تشبه أباها في مشيته وسمته ! تلك فاطمة بقية الباقيات من الأبناء والبنات ، يختصها النبي بمناجاته في غشية وفاته : اني مفارق الدنيا فتبكي انك بي فتضحك .. في هذا الضحك وفي ذلك البكاء على برزخ (۳) الفراق بين الدنيا والآخرة أخلص الود والحنان بين الآباء والأبناء سرها بنبوته ، وسرها بأبوته ، فضحكت ساعة الفراق لأنها ساعة الوعد باللقاء وكذلك فارق الدنيا أكرم الأنبياء ، وأكرم الآباء سکو

ا- الرفيع ۴- اي جعلن رالحة له ۳- البرزخ : العاجل واللحاصل بين الشيئين . ۱۲۸