هو التوسع وان العطف الانساني كله ليتجه إلى تلك النفس الزكية وهي تتوسع فرحا بالوليد المأمول حلق الأب المتهلل شعر وليده وتصدق بزنته فضة على المساكين ، وذلك الذي وسعه رجل كان أقدر الرجال على وجه البسيطة غير مستثني فيها رؤساء ولا ملوك • جاء بأقصى ما عنده من الفرح واقصى ما عنده من التوسعة ، ولو شاء لقد كان وزن الوليد کله درا وجوهرا بعض ما يستطيع في ذلك اليوم الأغر الميمون و بمقدار هذا الفرع الطهر يوم الاستقبال كان الحزن الوجيع يوم الوداع : خرج الرجل الذي اضطلع بأعباء الدنيا ومن فيها وهو لا يضطلع بحمل قدميه : خرج يتوكأ على صديق عطوف إلى حيث يحمل الوليد آخر مرة في حجره الأبوي قبل أن يودعه حجر التراب ، و كان يستقبل الجبل بوجهه فقال : يا جبل ! لو كان بك مثل ما الهدف ، ولكن انا لله وانا اليه راجعون أي والله ! انها لاحدى الفواقر(۱) التي يحملها اللحم والدم ولا تحملها صخور الجبال
6 وصرخ أسامة حين بكی رسول الله ، فنهاه رسول الله و قال : البكاء من الرحمة والصراخ من الشيطان حزن كما ينبغي له أن يحزن أما الحزن الذي لا ينبغي له فهو الصراع الذي نهى عنه ، وهو أن تنکسف الشمس يوم موت ابراهيم فيحسب المسلمون أنها انكسفت لموته ، ويقول الأب الذي انكسفت الشمس حقا في عينيه :« کلا ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته ! » - 1 أو تخسفان ولكن في أكباد المحزونين ، وليس في كبد السماء • ا- الفواقر : الدواهي .