صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/121

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حسابه للنوع على نحو من الانحاء والانسان هو أقدر المخلوقات الحية على خدمة نوعه بوسائل كثيرة لا تنحصر في تحديد النسل وزيادة عدده فهل يجوز لنا أن نقول : ان العظماء الذين حرموا النسل قد أدوا ضريبتهم باصلاح شئون الناس ، فلم يبق من اللازم المفروض عليهم أن يؤدوا هذه الضريبية من طريق الذرية ؟ ان قلنا ذلك فانما نقوله على سبيل الملاحظة التقريبية التي أشرنا اليها ، ولا نبلغ بتلك الملاحظة فوق مبلغها من اليقين الذي تستحقه، فغاية مبلغها عندنا أنها تستوقف النظر للتأمل والمراجعة ولا تفضي بنا الى الجزم أو الى التغليب فبعض العظماء من أكبر خدام النوع لم يتزوجوا ، وفيهم أنبياء معظمون لا شك في سيرتهم من هذه الناحية كعيسی عليه السلام . و بعض العظماء الذين تزوجوا لم يرزقوا الذرية ، أو رزقوا ذرية كلها اناث ، أو رزقوا ذرية من الاناث والذكور ولم يعيشوا ، أو عاشوا ولم يعمروا ولا كانوا على حالة مستحبة من الصحة والنجابة وتواريخ العظماء في جميع نواحي وفي جميع العصور ، حافلة بالشواهد التي تعزز تلك الملاحظة وتجعلها خليقة (۱) بالتأمل و المراجعة : يدخل فيهم القديسون كما يدخل فيهم الحكماء ، و يدخل فيهم العلماء كما يدخل فيهم رجال الفنون والمخترعون ، و يدخل فيهم القادة العسكريون والسياسيون ولا يصعب على أحد أن يدير بصره الى فترة من الزمن في بلده قريب يعرفه حق المعرفة ليشاهد مصداق ذلك في نفر من عظمائه و مشهور به ، وحسبنا في مصر أسماء جمال الدين الأفغاني ، ومحمد عبده ، وسعد زغلول ، وعبد الله قد يسم ، ومصطفى كامل ومصطفى فهمي ، و محمود سامي البارودي ، وحافظ ابراهیم • فاذا جاز لنا أن تقف عند تلك الملاحظة وأن نتأمل مغزاها وجاز لنا أن نفهم أن اصلاح شئون النوع الانساني ضريبة تغني

6 العظمة ، وفي جميع الأمم، $ < 4

او جديرة