صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/118

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

. والذي نراه أن الأستاذ رحمه الله قد أخطأه المراد الدقيق من هذه العقوبة النفسية ، وأن الحكمة في ايثارها أعمق جدا من ظاهر الأمر كما رآه الأستاذ فأبلغ العقوبات ولا ريب : هي العقوبة التي تمس الانسان في غروره و تشككه في صميم كيانه : في المزية التي يعتز بها ويحسبها مناط (۱) وجوده وتكوينه

  • * *

د CC والمرأة تعلم أنها ضعيفة إلى جانب الرجل ، ولكنها لا تأسی (۲) لذلك ما علمت أنها فاتنة له ، وأنها غالبته بفتنتها ، وقادرة على تعويض ضعفها بما تبعثه فيه من شوق اليها ورغبة فيها فليكن له ما شاء من قوة ، فلها ما تشاء من سحر وفتنة وعزاؤها الأكبر عن ضعفها أن فتنتها لا تقاوم ، وحسبها أنها لا « تقاوم » بديلا من القوة و الضلاعة (۳) في الأجساد والعقول: فاذ! قاربت الرجل مضاجعة له ، وهي في أشد حالاتها اغراء بالفتنة ، ثم لم يبالها ، ولم يؤخذ بسحرها ، فما الذي يقع في وقرها وهي تهجس (4) بما تهجس به في صدرها ؟ أفوات سرور ؟ أحنين الى السؤال والمعاتبة ؟ كلا ، بل يقع في وقرها أن تشك في صميم أنوثتها ، وأن ترى الرجل في أقدر حالاته جديرا بهيبتها واذعانها (5) ، و أن تشعر بالضعف ثم لا تتعزى (۹) بالفتنة ولا بغلبة الرغبة ، فهو مالك أمره الى جانبها وهي الي جانبه لا تملك شيئا الا أن تثوب (۷) إلى التسليم ، و تفر من هوان سحرها في نظرها قبل فرارها من هوان سحرها في نظر مضاجعها ، فهذا تأديب نفس وليس بتأديب جسد ، الصراع الذي تتجرد فيه الأنثى من كل سلاح ، لأنها جربت أمضى سلاح في يديها فارتدت بعده إلى الهزيمة التي لا تكابر نفسها فيها د بل هذا هو 1 - متعلق 2- تحزن ۳ - المراد : القوة - الهاجس : الخاطر - اخضاعها . أي تتصبر ۷- ترجع ۱۱۸