صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

4 6 فما نص القرآن عليه من عقوبة الضرب فانما نص عليه لعلاج النشوز الذي لا يستقيم بغيره ، وقيده المفسرون بشروط تمنع الايذاء وتحصره في القدر الذي يستقيم عليه الجزاء فغاية ما يفهم من ذكر الضربا بين العقوبات أن بعض النساء يتأدين به ولا يتأد بن بغيره ، وقد يعلم الكثيرون أن هؤلاء النساء لا يكرهنه ولا يسترذلنه (۱) ، وليس من الضروري أن يكن من أولئك العصبيات المريضات اللائي يشتهين الضرب كما يشتهي بعض المرضى ألوان العذاب انما العقوبة التي أثرها النبي عليه السلام هي الهجر الطويل أو القصير ، بعد العظة والعتاب الجميل - والهجر - ولا سيما الهجر في المضاجع - عقوبة نفسية بالغة، يسبق الى بعضهم عقوبة حسية ، تؤلم المرأة لما يفوتها من سرور و متعة فان فوات السرور والمتعة أياما لا يؤلم المرأة هذا الايلام الذي يجعل الهجر في المضاجع من أصعب العقوبات 6 وليست كما دون الطلاق = لا يتحقق قال الأستاذ رشيد رضا رحمه الله في كتابه نداء للجنس اللطيف : « أما الهجر فهو ضرب من ضروب التأديب لمن تحب زوجها و يشق عليها هجره اياها ، ولا يتحقق هذا بهجر المضجع نفسه وهو الفراش ، ولا بهجر الحجرة التي يكون فيها الاضطجاع وانما يتحقق بهجر الفراش (۲) نفسه ، وتعمد هجر الفراش (۳) أو الحجة زيادة في العقوبة لم يأذن بها الله تعالى ، وربما يكون سببا لزيادة الجفوة ، وفي الهجر في المضجع نفسه معنی بهجر المضجع أو البيت الذي هو فيه ، لان الاجتماع في المضجع هو الذي يهيج شعور الزوجية ، فتسكن نفس كل من الزوجين الى الآخر ويزول اضطرابها الذي أثارته الحوادث قبل ذلك ، فاذا هجر الرجل المرأة وأعرض عنها في هذه الحالة رجی أن يدعو ها ذلك الشعور والسكون النفسي الى سؤاله عن السبب و بهبط بها من نشر المخالفة الى صف الموافقة ، و كأني بالقاریم وقد جزم بأن هذا هو المراد ، وان كان مثلي لم يره لأحد من الأموات ولا الاحياء » او استرذله : ضد استجاده 2 و المقصود بالفراش هنا : الوطء 3 - المقصود بالفرات هنا : السرير ونحوه * 4 ۱۱۷