۸۲ 6 6 موقوتة . هی الحدث العظيم في وقد أحاط 6 لأن الانسان اذا غير معیشته فانما يغير صناعة ، واذا غير موطنه فانما يغير بلدا ، واذا غير زبه فانما يغير سمتا يقوم على كساء ، ولكنه اذا غير عقيدته الدينية فقد غير كونه واستبدل به کونا آخر ، وقد غير ماضيه وماضي أهله ، وغير حاضره وحاضر أهله ، وغير مصيره في الدنيا وبصيره بعد الموت ، وغير آراءه ومقاییسه فيما يأخذ وفيما يدع من أمور الحياة وعلاقات الناس ، ومنها ما لف) وأواصل ومحان وکاره متوشحات الأصول الى ما وراء الآباء والأجداد فسبب واحد لا يغير هذا كله دفعة واحدة ولا بد لتمام هذا التغيير من أسباب سابقة ، وأسباب مهيئة ، وأسباب أقلهر تلك الأسباب ، وقد تكون أضعفها وأقلها تفسيرا لذلك العالم ، وهل يتغير الأنسان هكذا الا بالعالم في نظره حدث عظیم ? .. و نحن قد أشرنا فيما تقدم الى ندم عمر لشكاية المرأتين اللتين عارضهما في الاسلام ، والى ما كان لندمه من كسر حدته واستلال ضغنها وترويض عناده والتقريب بينه وبين الخشوع الديني والهداية الاسلامية . فهل نقف عند هذا الندم و كفي ؟ وهل التنهينا به إلى حيث يستقر الوقوف ? .. انه لسبب من الأسباب ومما لاشك فيه أن عمر كان مقتربا من الاسلام يوم رئي لأم عبد الله بنت حثمة ، وتركها تنطلق إلى الهجرة وهو يدعو لها بالسلامة ، وكانت هي على صواب حين طمعت في اسلامه ورجالها يائسون منه ، فقد سألها عامر بن ربيعة مستغربا مستبعدا : كأنك قد طمعت في اسلام عمر قال : أنه لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب ! ولكن الرجل أخطأ وصدقت المرأة ، اذ ليس أسرع من المرأة أن تامح جانب الرقة وجانب الغضب من قلب الرجل في خطفة عين أليست حياتها كلها من قديم الزمن منوطة بذلك الغضب کیف تتلطف في تحويله (۱) أي هيئة • (۲) من الألفة • (۳) أي علاقات وروابط . (4) من المحبة . (5) توشحت : أي لبست الوشاح (1) اي حقده • 4 L. ? وو قالت : نعم . .
صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/80
المظهر