إسلامه
يجوز أن نبحث عن سبب واحد للعمل الذي يعمله الرجل اليوم وينساه غدا، أو يكرره كل يوم ولا يلتفت الى عقباه، أو يلتفت الى عقباه ولا يتوقع له أثرا يغير في مجرى حياته . فسبب واحد لعمل من هذه الأعمال كاف ولا حاجة بعده الى استقصاء
لكن العمل الذي تتحول به حياة الانسان تحولا حاسما لن يرجع الى سبب واحد، ولن تستغني في تفسيره عن عدة أسباب، بعضها حديث وبعضها قديم، ومنها الظاهر الطبع والخفي المستعصي، وقد يجهل صاحبها بعض هذه الأسباب وينسى المهم منها ويتعلق بالهين القريب.
فالرجل الذي يغير موطنه، أو معيشته، أو زيَّه، لا يفعل ذلك عفو الساعة، ولا تلبية لاقتراح يوحى إليه في مجلس فراغ . وقد يتوهم هو أنه سمع الاقتراح فلبَّاه، وأنه لم يكن ليلبيه لولا ما سمع في تلك اللحظة العارضة . فهاجر أهله وترك موطنه وغير صناعته من أجل كلمة .. وأنك سائله ساعتئذ : « انك قد هجرت أهلك وترکت موطنك وغيرت معيشتك لأنك لبَّيت اقتراحا، فهل تعلم لم لبيت الاقتراح ». فاذا سألته ذلك السؤال، رددته إلى نفسه فعلم أن الأسباب الصحيحة وراء ذلك .. وانه لم يتحول لأنه سمع الاقتراح المزعوم، بل سمع الاقتراح ولباه١ لأنه كان قبل ذلك مستعدا للتحول ماضيا في طريقه، ولو سمعه لم يكونوا مستعدين مثله، لما عملوا به ولا التفتوا اليه ..
وأين تغيير المعيشة والموطن والزی من تغيير العقيدة الدينية ? ..
اننا اذا استصغرنا السبب الواحد في تفسير تلك التغييرات فهو لا
مراء أصغر من ذلك جدا في تفسير التحول الحاسم الى دين جديد
- ↑ أي استجاب.