۲۰ = 1 6 تمییز کلامه أن يتكلم الى الناس كلام رجل يقود الرجال ، ومطبوع على الصدق الذي تنقل على صاحبه المداهنة، وهي مما لا غنى عنه في هذا المقام ، ولو كان الخاطب من الأكفاء وقد اختلفوا في نظمه الشعر فزعم الشعبي : أنه كان شاعرا ورويت له أشعار لا تشبهه ولا ترضيه ، ونفي هو نظمه للشعر حين قال : « لو كنت أقول الشعر لرثيت أخي زيدا » ولا طائل في هذا الخلاف ، لأنه لن ينتهي إلى رأی قاطع يسكت عليه ، ولكنما المهم في هذا الصدد أنه كان مطبوعا على التعبير وله عبقرية فيه ، أو أن تعبيره كان خاصا به لا يشبهه تعبير سواه ، فهو تعبير عمري
- مفرداته وتركيبه لا يلتبس بتعبير. أحد من أهل عصره حتى ليسهل
كل كلام ويصعب تزوير القول عليه ولو أحكمت المحاكاة فمن خصوصياته في التعبير انه كان يقول : « لولا الخليفي الأذنت » وهو يعني الخلافة ولا يقصد الأغراب . ومنها وهو ينقل خبر اسلامه الى خاله : « وجئت الى خالى فأعلمته فدخل الى البيت وأجاف الباب » أي أوصده !۔ ومنها وهو يصف ما وقع في نفسه من الآية التي تلاها أبو بكر رضي الله عنه حين أنکر موت النبي فقال : « والله ما الا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلای » يعني انه عجز عن القيام . و منها في الكتابة والقراءة ينهي عن المجلة فيها : « شر الكتابة المشق و شر القراءة الهذرمة ، وأجود الخط أبينه » يذكر امرأة كانت تسقي الناس يوم أحد : انها كانت تزفر للناس القرب » أي تحملها ومنها في المشورة: « الرأي الفرد كالخيط السحيل ، والرأيان كالخيطين المبرمين، والثلاثة مرارا لايكاد ينتقض» ومنها حين كتب الى أبي عبيدة بعد ولايته الخلافة : « ... سرية الا في كثف الناس » (۱) اظهار خلاف ما يبطن (۲) السرعة في القراءة (۳) الخيط السحيل : سهل القطع (4) أي المفتولين ، فيكون قطعهما شاقا . (5) أي حبلا (6) النعض في الحمل : ضد الابرام هو ومنها وهو ولا تبعث . .