صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/201

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(۱) و بسيرته في الجاهلية وسيرته بعد الاسلام ، وسيرته بعد الخلافة الى أن فارق الحياة فكان يصارع في المواسم ويسابق على الخيل ، وكان ينوط مجد العرب بالرياضة والفروسية ويكتب إلى الأمصار أن « علموا أولادكم السباحة والفروسية.ورووهم ما سار من المثل وحسن من الشعر» ولا يفتأ يذكرهم انه « لن تخور قوى ما دام صاحبها بنزع وینزو » أي برمي بالقوس ويركب ظهور الخيل بغير رکاب من کلا شدقيه أما الخطابة فقد كانت فيه من صفات البنية ولم تكن من صفات الذهن و کفی ، فكان له. فم يمتلىء بالكلام حين يخطب كأنه خلق ليقول ، ولوحظ عليه أنه كان ينطق بعض الحروف - كالصاد به وهي تنطق في الأغلب من شدق واحد وكان جهوري الموت واضح النطق سليم الشفتين في اخراج الحروف ، وکتابته كلها كأنها خطب ومرتجلات تقرأها فكأنك تصغي اني خطیب لا تفقد منه الا الصوت المسموع ... ولا نطباعه على الكلام الذي لا تصنع فيه كان بستسهل كل كلام يوافق طبعه ولا يستصعب من الخطب الا الذي يغير من نظرته إلى الناس و يلجئه الى المداراة والباطل . فكان يقول : « ما تصعدنی کا تصعدني خطب النكاح ». والتمس ابن المقنع علة ذلك فقال :« ما أعرفه الا أن يكون أراد قرب الوجوه من الوجوه ، ونظر الحداق من قرب في أجواف الحداق ، ولأنه اذا كان جالسا معهم كانوا كأنهم نظراء وأكفاء ، واذا علا المنبر صاروا سوقة ورعية » والتمس الجاحظ علة ذلك فروي عن أناس أنهم رجعوا باستصعاب عمر الخطب النكاح الى « أن الخطيب لا يجد بدا من تزكية الخاطب ، فلعله كره أن يمدحه بما ليس فيه فيكون قد قال زورا وغر القوم من صاحبه » وكلا القولين جائز في بيان وجه المخالفة بين طبع عمر والتكلم في محافل النكاح . فهو مطبوع على (1) أي يعلق : (۲) الفطرة ، (۳) العالي الصوت : (4) أي شق علي (5) جمع حدقة ، والحدقة : سواد العين : (6) أي عوام الناس سلام (1)...