(1) مسعود درهما وربع وقد كان أسخي من ذاك في تقديره لأرزاق الولاة والعمال ، فقدر العمار بن یاسر حين ولاه الكوفة ستمائة درهم في الشهر له ولمساعديه . يزاد عليها عطاؤه الذي يوزع عليه كما توزع الأعطية على أمثاله ، وصف شاة و نصف جر من الدقيق وقدر لعبد الله بن درهم وربع شاة لتعليمه الناس في الكوفة وقيامه على بيت المال فيها ، ولعثمان بن حنیف منائة وخمسين شاة في اليوم ، عطائه السنوي وهو خمسة آلاف درهم وهكذا على حسب الولايات والنفقات وكان يحظر على الولاة مظاهر الخيلاء والأبهة التي تبعد ما بينهم وبين الرعية ، ولكنه ينظر في أعذارهم فيقبلها أو يغضي عنها حيثما توقف صلاح الولاية على ذلك قدم الى الشام راكبا على حمار فتلقاه عامله معاوية بن أبي سفيان في وكب عظيم ، فلما رآه معاوية نزل وسلم عليه بالخلافة فمضى في سبيله ولم يرد عليه سلامه ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : أتعبت الرجل يا أمير المؤمنين ، فلو كلمته فالتفت اذ ذاك الى معاوية وسأله : انك لصاحب الموكب الذي أرى ؟ قال : نعم قال : شدة احتجابك ووقوف ذوي الحاجات ببابك ؟ قال : نعم - البذلة" قال : ولم ويحك ؟ قال : لأننا بلاد كثر فيها جواسيس العدو ، فان لم تتخذ المدة والعدد استخف بنا وهجم علينا ، وأما الحجاب فاننا نخاف برأة الرعية ، وأنا بعد عاملك ، فان استقصتنی نقصت ، وان اسردتی زدت ، وان استوقفتني وقفت ! فقال
- ما سألتك عن شيء الا خرجت منه . ان كنت صادقا فانه
رأي لبيب، وان كنت كاذبا فانها خدعة ارب"، لا آمرك ولا انها (1) : مکیال ، وهو أربعة أقفزة • (۲) : ما يمتهن من الثياب . (1) : أي عاقل 0 (4) : الدماء وهو من العقل عمر {)