أما دستور من 6 الولاة عنده فأساسه أن الولاية نمییز بالواجب والكفاءة وليست تمییزا بالوجاهة والاستعلاء ، فكان يقول للوالي : « افتح لهم بابك وباشر أمورهم بنفسك ، فانما أنت رجل منهم غير أن الله جعلك أنقلهم حملا » وشغله كل الشغل أن تخضع الرعية لواليها رغبة في حكمه واطمئنانا الى عدله ، فكان يقول للوالي : « أعتبر منزلتك عند الله بمنزلت الناس » ويقول للرعية : أني لم أبعب اليكم الولاة ليضربوا أبشار کم ويأخذوا أموالكم ، ولكن ليعلموكم ويخدموكم » وتستوي عنده رغبة الرعية من المسلمين ورغبة الرعبة من غيرهم فلما رأى أقواما ذميين ينقضون العهد ويثورون على الدولة طلب من صلحاء البصرة وفدا ، فيهم الأحنف بن قيس ، وهو مصدق عنده فسأله : « انك عندي مصدق : وقد رأيت رجلا فأخبرني : « ألمظلمة نفر أهل الذمة أم لغير ذلك » ? .. فقال الأحنف : «لا بل لغير مظلمة والناس على ما نحب » فهد باله وقال : « فنعم اذن انصرفوا إلى رحالكم » وربما ذهب في ارضاء الرعية مذهبا لم يحلم به الغلاة من المطالبين بحقوق الشعوب في هذه العصور فكان من قواده وولاته سعد بن أبي وقاص قائده المظفر في حروب فارس ، وقريب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والرجل الذي جعله ستة يستشارون بعده في أمر الخلافة ، فثارت به طائفة من أتباعه وشكته الى عمر وجيوش الفرس تتجمع للغزو والثأر ، فلم يشغله ذلك عن تحري الأمر من مصادره ، وایفاد من يبحث عن حقيقة الشكوى بين أهلها .. فبعث بوكيله على العمال محمد مسلمة، يسأل عن سعد وسيرته في الرعية ، وكلما سأل عنه جماعة أثنوا علبه ، فقد أحجم فريق منهم لم يمدحوه ولم يذموه ، وقال فريق منهم : انه يقسم بالسوية ، ولا يعدل في القضية ، ولا يغزو في السرية » .. (1). شمر واحدا من . الا من شکوه . الا (۱) من التغالي
صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/112
المظهر