صفحة:عبقرية الصديق (المكتبة العصرية).pdf/17

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 الثبي القوم بشيء ، ولكني حين لم أر. أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة بالناس وموضع العجب في هذه الرواية تردد السيدة عائشة رضي الله عنها في تبليغ أمر النبي باقامة ابيها مقامه في الصلاة ، وقد تكرر الأمر اكثر من مرة • فهذا التردد عجیب من وجوه : عجیب أن تتردد في تبليغ أمر محمد عليه السلام ، وهو الزوج المحبوب والنبي المطاع و عجیب ان تتردد في تبليغه ، وهو تشريف لأبيها بمقام كريم تتطاول اليه الرقاب ويزيده عجبا أن يحدث في شدة المرض والنبي مجهد يمطلب الراحة ، وهي أشد نسائه سهرا عليه في مرضه ، وأرعاهم له بما يريحه ، ويخفف الجهد عنه نعم أن عائشة رضي الله عنها كانت أكثر الناس دالة على واجر أهم على مراجعته ، والتلطف في ابلاغه ما يتهيب أن يبلغوه فلئن كانت أولى الناس أن تطيعه وتبلغ أمره ، لقد كانت كذلك تعلم من مكانتها عنده ما پییع لها أن تراجمه وتأمن غضبه ، لدالتها عليه وثقته من مضمر حبها له وامتثالها لأمره الا انها قد بلغت مكان الدالة عند رسول الله بما لها من صفات كثيرة غير المباحة والجمال ، راول تلك الصفات فرط الذكاء ولطافة الحس وحسن التقدير وخليق بمن كانت في مثل ذكائها ولطافة حسها وحسن تقديرها أن تفطن إلى الجد في ذلك الموقف الصيب ، وفي ذلك البلاغ الخطير وهيهات أن تتردد يومئذ عن دلال في غير موضعه ، ، ولأسباب غير السبب الذي يمكن أن اليها ذلك التردد ، ولا من سبب عظيم ولقد كان له سبب عظيم بل هو أعظم الأسباب التي يمكن أن توحي اليها ذلك التردد ، ولولاه لما أقدمت عليه - 6 د و 6 . TA