صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/51

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك والصالحون من أهل بيتك ، فأنهم لم يدعوا ان نظروا إلى أنفسهم كما أنت ناظر وفكروا كما أنت مفكر .. فان أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم کا علموا فليكن طلبك ذلك بتفهم وتعلم ، لا يتورط الشبهات ، وعلـق الخصومات ، وابتدىء قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بالهك، والرغبة إليه في توفيقك ، وترك كل شائبة أولجتك في شبهة أو أسلمتك الى ضلالة ، فان أيقنت أن فد صفا قلبك ، وتم رأيك فاجتمع ، وكان همك في ذلك هما واحـــدا فانظر فيا فسرت لك .. »

وربما كانت هذه الوصية وحدها كافية للتعريف باسلام علي كما ارتضاه لنفسه وارتضاه للقادرين عليه من أتباعـه فانما هو اسلام المسلم - المطبوع ، الذي يبتكر دينه لأنه يعتمد فيه على وحي بصيرتـه وارتجال مزاجه ، وانما هو اسلام الحكيم المجتهد الذي يرجع في الحكمة والاجتهاد الى رياضـة النفس على سنة النساك وتمحيص الفكر على سنـة العلماء ، وإنما هو أسلام الرجل الذي أتيح له أن يتتلمذ لربه ويتربى في حجر نبيه ويصبح إماماً للمقتدين من بعده .–٥١–