صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/45

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عمه سبيلا الى التفرقة بين الأب وابنه وهو لا يدرك ما يفعل ، ولم يشأ أن يعود الطفل الصغير أن يخفي سرا عن أبيه كأنه يخدعه بإخفائه ولو في سبيل الهداية والخير ، فظل هذا الحرج الكريم عائقاً عسيراً أعسر ما فيه انه عائق اختيار يهون معه الاضطرار ، أو عائق حيرة تقل فيها حيلة الكريم ، حتى شاع أمر الدعوة المحمدية وعلم بها أبو طالب و نصر ابن أخيه وأمر عليا بمتابعة أبن عمه ونصره ، فأقبل الغلام البر بأبيه وبكافله اقبال لا تلجلج فيه على الدين الجديد .

وملأ الدين الجديد قلبا لم ينازعه فيه منازع من عقيدة سابقة ولم يخالطه شوب يكدر صفاءه ويرجع به الى عقابيله .. فبحق ما يقال ان عليا كان المسلم الخالص على سجيته المثلى ، وأن الدين الجديد لم يعرف قط أصدق اسلاما منه ولا اعمق نفاذا فيه .

***

كان المسلم حق المسلم في عبادته ، وفي علمه وعمله ، وفي قلبـه و عقله ، حتى ليصح أن يقال انه طبع على الاسلام فلم تزده المعرفة الا ما يزيده التعليم على الطباع ..

كان عابدأ يشتهي العبادة كأنها رياضة تريحه وليست أمرأ مكتوباً عليه. وكان يرى في كهولته وكأنما جبهته ثفنة بعير من أدمان السجود.

وكان على محجة في الاسلام لا يحيد عنها لبغية ولا لخشية ، فكلمـا

–٤٥–