صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قسط وافر من الفهم والمشورة ، ولكنه عند العمل لا يرى ما تقضي به الساعة الحازبة ولا ينتفع بما يراه . ويقول أناس بل هو الاضطرار والتحرج يقيدانه ولا يقيدان أعداءه وانهم لدونه في الفطنة والسداد. وهو رضي الله عنه قد اعتذر لنفسه بمشابه من هذا العذر حين قال : « والله ما معاوية بأدهى منيّ ، ولكنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس » •

أما مقطع الرأي بين الرأيين فنرجو أن نفصله في مواضعه من الفصول التالية مشفوعاً بمناسباته،ولكننا لا نستطيع أن نجزم هنا بحقيقتين تجملان ی ما نبسطه في مواضعه من الكتاب ، ولا نحسبهما تتسعان لجدال طويل ، وهما ان أحدا لم يثبت قط ان العمل بالآراء الأخرى كان أجدى وأنجع في فض المشكلات من العمل برأي الأمام ، وأن أحدا لم يثبت قط أن خصوم الأمـام كانوا يصرفون الأمور خيرا من تصريفـه، لو وضعوا في موضعه واصطلحت عليهم المتاعب التي اصطلحت عليه . وكلتا الحقيقتين حرية أن تضبط لسان الميزان قبل أن يميل فيغلو به الميل هنا أو هناك .

* * *

هذه صفات تنتظم في نسق موصول : رجل شجاع لأنه قوي ، وصادق لأنه شجاع ، وزاهد مستقيم لأنه صادق ، ومثار للخلاف لأن