صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/31

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الشغل الشاغل من صرامته وأسلمه حينا الى سماحته وأحاديث صحبه ومريديه فحسبت هذه من الدعابة البريئة ثم بالغ فيها المبالغون،ولم يثبتوها بقصة واحدة أو شاردة واحدة تجيز لهم ما تقولوه .

***

وقد كانت للامام صفات ومزايا فكرية تنامي المشهور المتفق عليه من صفاته النفسية ومزاياه الخلقية. فاتفق خصومه وأنصاره على بلاغته، واتفقوا على علمه وفطنته ، وتفرقوا فيما عدا ذلك من رأيه في علاج الأمور ودهائه في سياسة الرجال •

والحق الذي لا مراء فيه أنه كان على نصيب من الفطنة النـافذة لا ينكره منصف ، وانه أشار" على "عمر وعثمان أحسن المشورة في مشكلات الحكم والقضاء ، وأنه كان أشبه الخلفاء بالباحثين والمنقبين أصحاب الحكمة ومذاهب التفكير وعنه أخـذ الحكماء الذين شرعوا علم الكلام قبل أن يتطرق إليه علم فارس أو علم يونان .. وكان يفهــم أخلاق الناس فهم العالم المراقب الخفايا الصدور ويشرحها في عظاته وخطبه شرح الأديب اللبيب

الى هنا متفق عليه لا يكثر فيه الخلاف ، ثم يفترق الناس في رأيه رأيين وان لم يكونوا من الشانثين المتحزبين ، فيقول أناس أنه كان على